2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مكاوي يرصد التحديات الأمنية المشتركة التي جمعت حموشي بنظرائه الإسبان والألمان

أجرى المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، زيارة عمل لمملكة إسبانيا، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 28 و29 يناير الجاري، وذلك على رأس وفد أمني هام يضم مدراء ومسؤولين بالمصالح المركزية لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وخلال زيارة العمل هذه التي جاءت بطلب من المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية، جرى عقد اجتماعات ثنائية لتوسيع مجالات التعاون الأمني وتعزيز تبادل الخبرات في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، واجتماعات أمنية ثلاثية تضم كلا من المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية، والمدير العام للشرطة الوطنية بإسبانيا، بالإضافة إلى رئيس الشرطة الفيدرالية بدولة ألمانيا الاتحادية.
تعليقا على خلفيات هذه المباحثات الأمنية، قال الأستاذ الجامعي والخبير في القضايا العسكرية والإستراتيجية؛ عبد الرحمان مكاوي، إن زيارة عمل التي قام بها المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، إلى مملكة إسبانيا تأتي في ظل تنامي مخاطر التهديدات الإرهابية وتطور أساليب عمل الجماعات المتطرفة، لذلك يجب تقييم الشراكة والتعاون الأمني بين المغرب وحلفائه.
ويرى المكاوي في تصريح لـ”آشكاين”، أنه من الضرورة بما كان أن يتم تقييم عمل الشراكة والتعاون الأمني بين المغرب وحلفائه من إسبانيا وألمانيا خلال هذه الفترة التي تعرف فيه الجماعات الإرهابية تطورا على مستوى أساليب الإشتغال، لذلك انصبت المباحثات على التحديات في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة العابرة للحدود الوطنية، بما فيها الهجرة غير الشرعية والاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية والجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة وبالأمن الرياضي، واستعراض التحديات والتهديدات المحدقة بأمن البلدين وسبل مكافحتها من منظور مشترك.
وأوضح الخبير في القضايا العسكرية والإستراتيجية أنه بحكم أن المملكة المغربية مقبلة على استضافة تظاهرات قارية ودولية خلال الفترة المقبلة، خاصة كأس أمم إفريقيا أواخر هذه السنة وكأس العالم سنة 2030، كان لازما تقييم العمل والإستعداد لتحييد كل المخاطر الأمنية؛ خاصة الإرهابية منها.

ومن أجل الإحاطة بكل التحديات الأمنية، يضيف المتحدث، تضمنت زيارة عمل التي قام بها حموشي ووفد من مسؤولين مغاربة اجتماعات قطاعية موضوعاتية، شارك فيها الخبراء والمسؤولون الأمنيون المغاربة والإسبان المكلفون بقطاعات أمنية محددة، من قبيل البحث الجنائي والشرطة القضائية وجرائم الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية ومختلف صور الجريمة الاقتصادية والمالية، وكذا الجرائم المعلوماتية الماسة بنظم المعالجة الآلية للمعطيات.
وبخصوص مشاركة ألمانيا في المباحثات الأمنية المغربية والإسبانية، أكد الأستاذ الجامعي أنه بالنظر إلى ما وصلت إليها الجمهورية الألمانية من تقنيات متطورة في مكافحة الإرهاب أو الجرائم العابرة للحدود أو الجرائم المالية والاقتصادية، فإن ذلك سيساعد في إنجاح عملية التعاون بين البلدان الثلاثة خاصة أنها تواجه التحديات والمخاطر ذاتها.
ووفق المتحدث ذاته، فإن هذا التعاون والتنسيق بين دولتين من حلف شمال الأطلسي والمغرب الذي يعتبر حليفا لـ”الناتو”، يعتبر انجازا كبيرا لاستتباب الأمن والإستقرارفي البلدان الثلاثة، وهذا التعاون يشكل نقلة نوعية وقيمة مضافة للأمن المغربي الذي أصبح مرجعا من خلال استراتيجيته الإستباقية في الحد من التطرف العنيف ومكافحة الإتجار في الأسلحة والمخدرات، في الوقت الذي أصبحت فيه دول أوروبية من قبيل فرنسا، بلجيكا وهولندا ودول الجوار مثل الجزائر مرتعا لتجارة المخدرات.
وخلص المكاوي إلى التأكيد على أن هذه المباحثات ستسفر عن اتفاق بين القادة الأمنيين في الدول الثلاثة على إبرام مشروع استراتيجي متكامل متوسط وبعيد المدى لمواجهة كل التحديات؛ سواء الإرهابية منها أو الجرائم العابرة للحدود.