لماذا وإلى أين ؟

طالبات صحراويات يتعرضن للضرب والجرح من طرف جزائريات ومدير ثانوية (صور)

باتت حالة التوتر بين سكان المخيمات والمواطنين والمؤسسات بالجزائر واقعا متناميا، كان آخر تجلياتها، ما تعرضت له طالبات صحراويات من ساكنة مخيمات تندوف من طرف زميلاتهن بالجزائر ومدير ثانوية، اعتدوا عليهن بالضرب والجرح.

ونشر منتدى داعمي مؤيدي  الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، فيديوهات وصور توثق لما قال إنه اعتداء على طالبات صحراويات من مخيمات تندوف يدرسن بالجزائر، من طرف تلميذات جزائريات ومدير الثانوية، واصفا الحادث بأنه “تمييز عنصري ضد الطلبة الصحراويين في الجزائر، وعنف ممنهج وسط صمت مريب من الجهات الرسمية بالجزائر”.

وقال “فورساتين” إن “المؤسسات التعليمية الجزائرية، سواء الثانوية أو الجامعية، تشهد تصاعدا خطيرا في حالات التمييز العنصري والعنف ضد الطلبة الصحراويين القادمين من مخيمات تندوف، حيث يتعرضون لممارسات مشينة تتراوح بين الاعتداءات الجسدية واللفظية، وسط تجاهل متعمد من الجهات المسؤولة، بل وتواطؤ بعض الإدارات التعليمية في هذه الانتهاكات”.

وأشارت إلى أنه “في حادثة صادمة، تعرضت طالبات صحراويات في إحدى الثانويات الجزائرية للضرب المبرح من قبل زملائهن بأمر ومشاركة شخصية من مدير المؤسسة، مما يعكس حجم العنصرية التي تمارس بشكل ممنهج ضد هؤلاء الطلبة، ولم يكن هذا الحادث معزولا بل يأتي في سياق سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تتكرر بين الفينة والأخرى، حتى باتت سمة مميزة وعنوانا للحياة الدراسية للطلبة الصحراويين في الجزائر”.

ونبه إلى أن “الطلبة الصحراويين، الذين يفترض أن يكونوا في بيئة تعليمية آمنة، يجدون أنفسهم عرضة للتمييز والإهانة والتوصيفات العنصرية المهينة التي تنال من كرامتهم وإنسانيتهم، وليس الأمر مقتصرا على الطلبة الجزائريين وحدهم، بل امتد ليشمل بعض الإدارات والمسؤولين داخل المؤسسات التعليمية، حيث يسجل تورط كثيرين منهم في دعم هذه السلوكيات العنصرية، إما بالصمت والتغاضي أو بالمشاركة المباشرة في تعنيف الطلبة الوافدين”.

الأدهى من ذلك، يضيف المنتدى الصحراوي هو “الصمت المطبق من عصابة قيادة جبهة البوليساريو، التي يفترض أن تكون المدافع الأول عن حقوق الطلبة الصحراويين في الجزائر، الا أن الواقع يكشف عكس ذلك، فهذه القيادة المنبطحة للنظام الجزائري، لا تحرك ساكنا أمام هذه الانتهاكات الصارخة، وكأن حياة وكرامة أبناء مخيمات تندوف لا تعنيها في شيء”.

وشدد على أن “هذا التجاهل والتواطؤ زاد من تفاقم الأزمة، حتى أصبحت العائلات في المخيمات تفضل إعادة بناتها خوفا من التحرش والمضايقات والتوصيفات المهينة التي يتعرضن لها في المدارس والجامعات الجزائرية، ولم تعد المشكلة تقتصر على التمييز فقط، ذلك أنها باتت تشمل تهديدا حقيقيا للسلامة الجسدية والنفسية للطلبة الصحراويين، خاصة الفتيات”.

وأضاف أن “الجزائريين ينعتون الطلبة الصحراويين بالعالة على الدولة الجزائرية والمستفيدين من مقدرات الشعب الجزائري، متناسين أن هذا الكلام ينطبق على عصابة قيادة الجبهة ومن يصرف عليها من جنرالات الجزائر الفاسدين وصناع القرار بالنظام الجزائري”.

واعتبر “فورساتين” أن “استمرار هذا الواقع العنصري في ظل غياب أي رد فعل من المؤسسات الرسمية الجزائرية أو منظمات حقوق الإنسان يشكل فضيحة أخلاقية وإنسانية، وإذا ما استمر هذا التجاهل، فإن مصير مئات الطلبة الصحراويين سيكون إما الرضوخ للواقع المرير، أو مغادرة مقاعد الدراسة خوفا على حياتهم وكرامتهم”.

وخلص إلى أنه “في حال كان النظام الجزائري يدعي دعم الصحراويين، فعليه أولا ضمان أمنهم وكرامتهم داخل حدوده، بدلا من السماح بمثل هذه الممارسات العنصرية المقيتة، أما عصابة قيادة البوليساريو فقد اصبح واضحا أنها لا تبالي بمعاناة ساكنة المخيمات، إذ لا يهمها سوى الحفاظ على امتيازاتها ومصالحها الضيقة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x