لماذا وإلى أين ؟

الكيلالي: زلزال وزان سبقته عدة هزات ولن يكون الأخير

شهدت عدة مدن مغربية، مساء الإثنين 10 فبراير، هزة أرضية بلغت قوتها 5.4 درجة على مقياس ريختر. تم تسجيل هذه الهزة حوالي الساعة 23:48، وكان مركزها في جماعة بريكشة التابعة لإقليم وزان ضمن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، على بُعد نحو 160 كيلومترًا جنوب مدينة طنجة.

هذه الهزة، التي شعرت بها ساكنة أقاليم مختلفة في المملكة، أعادت للأذهان كارثة زلزال الحوز الذي تسبب في دمار واسع وأودى بحياة الآلاف.

أثار الأمر تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الهزة بداية زلزالية جديدة أم مجرد ارتداد لزلزال الحوز السابق، واحتمالية تكرارها خلال الساعات المقبلة لا تزال تشغل بال الكثيرين.

في هذا السياق، استبعد مدير محطة الأميرة للا عائشة لرصد الزلازل لأغراض تربوية ورئيس جمعية علوم الحياة والأرض بجهة سوس ماسة، الحسن الكيلالي، أن “تكون هذه الهزة ارتدادية لزلزال الحوز الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر 2023”.

الحسن الكيلالي – خبير زلازل

واعتبر الكيلالي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه من “الطبيعي أن يكون الزلزال الآن في منطقة بريكشة نواحي وزان، نظرا لأن المنطقة هي منطقة حدودية بين حدود القارة الإفريقية والقارة والأرو آسيوية، حيث من المعروف علميا أن هذه المنطقة التي وقع فيها الزلزال، والزلازل التي سبقتها والتي تجاوزت 4 درجات على سلم ريتشر، والتي تم تسجيلها خلال السنوات الماضية”.

وأشار إلى أنه “بالنسبة للبنية الجيولوجية والأسباب المباشرة للزلزال، فإنه من العادي تسجيل زلزال مماثل لزلزال الأمس، إذ أن المنطقة الشمالية للمملكة هي المنطقة رقم واحد في المغرب، من خلال حساب ترددات الزلازل”.

ونبه إلى أن “زلزال أحس به المواطنون، لكن كانوا قبله زلازل أخرى في نفس المحور، لكنها كانت ضعيفة جدا، لا تتعدى 2 على سلم ريتشر، وسجلت هذ الشهر والشهر المنصرم، لكن لا أحد استشعرها، في حين أن هزة أمس كانت  قوتها كبيرة نوعا ما”.

وشدد على أن “الهزة ستكون في الغالب وحيدة، أي أنها واحدة، ولا يمكن أن تكون متبوعة بهزات ارتدادية، لكن ذلك مستبعد بنسبة كبيرة، لكن المؤكد ليست هي الأخيرة، نظرا  لأن المنطقة منطقة زلزالية وفيها نشاط زلزالي”.

وأضاف أن “جميع منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط تعتبر منطقة زلزالية، وتشمل الحدود بين القارة الإفريقية  والأورو متوسطية، والمنطقة التي وقع فيها  زلزال أمس، توجد في الجهة الشمالية الغربية للصفيحة الإفريقية، والاقتراب أو التجابه بين الصفيحة الإفريقية والصفيحة الاورو آسيوية دائما مستمر، وحوض البحر الابيض المتوسط، سواء شمال الحسيمة، أو بحر البوران فيها كسور متعددة، ما يعني أننا سنواجه بين الفينة والأخرى زلزال قوته محصورة بين 4 و5 درجات بسلم ريتشر”.

وأبرز الكيلالي أن “يذكرنا بزلزال الحسيمة الذي بلغت قوته 6.4 درجات، ما يعني أنه لا بد أن ترتفع القوة الزلزالية أحيانا، لكنه على مستوى مدى استمرارية النشاط الزلزالي فهو عادي وليس زلزالا كبيرا، رغم أن المواطنين أحسوا به في مناطق متعددة، وهذا يحتم علينا العودة للمنطقة وتعريفها الجيولوجي، ما يجلنا نفهم أن هذه الهزة قابلة للتكرار”.

 وخلص إلى أنهم “سجلوا في مركزهم زلزال أمس، حيث يظهر أنه زلزال متوسط جدا، وبالتالي على المواطنين في المنطقة أن يعتادوا على مثل هذه الهزات، رغم أنها تتثير الرعب، نظرا لأن المنطق العلمي يؤكد أنه لم يكون الأخير”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1000
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x