2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

احتضن مقر دار الشعر بمراكش يومي 7و8 من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى القرائي للأطفال، وهي التظاهرة التي خصصتها الدار للتحسيس بالفعل القرائي لدى الأطفال واليافعين والشباب، بموازاة برامجها التي أمست تقليدا تابتا يؤسس لمشتل إبداعي كبير ينمي مهارات المنتسبين، من فئات عمرية متعددة.

ونظمت يوم الجمعة 7 فبراير ندوة الشعري والمحكي والترجمة في أدب الطفل مع تقديم لتجربة دار الشعر بمراكش، والخاصة بورشات الكتابة الشعرية للأطفال واليافعين، والتي وصلت لسنتها الثامنة هذا الموسم. فيما خصص اليوم الموالي، خلال الفترة الصباحية لتقاسم تجارب المتدخلين مع مرتفقي ومرتفقات نادي الكتاب، وهي ورشة مفتوحة وحوار سعى لتنمية المهارات التأطيرية، لدى أطر النادي، إلى جانب التحسيس بالفعل القرائي، مع حضور لافت للأطفال والمرتفقين وأطر الورشات الى جانب رواد وعشاق الشعر.

وخصص الكاتب عبداللطيف النيلة تدخله للتحديد المفاهيمي لأدب الطفل، في محاولة للنبش في تاريخ هذا الأدب.. النيلة، قاص من مواليد 1969 بمراكش، حاصل على الإجازة تخصص الفلسفة من جامعة محمد الخامس بالرباط، والذي أصدر أربع مجموعات قصصية: (قبض الريح، البيت الرمادي، كتاب الأسرار، حديث الساعة)، ورواية للفتيان “الرحلة العجيبة الى الحمراء” ومجموعة “الإبرة الذهبية الكئيبة” وقصص أخرى للناشئة، والمتوج بجائزة الشارقة للإبداع العربي وجائزة كتارا، يعتبر أن هناك حاجة ماسة للتمييز بين الفئات العمرية التي نوجه لها الكتابة، على اعتبار أن هناك وضعا “شاذا” نعيشه اليوم في ظل هذا الانفجار التكنولوجي وما خلقه من تأثير مباشر على الكتابة والكتاب.

وتقاسمت الكاتبة قمر أعراس، من مواليد تطوان، والتي صدر لها مجموعة من القصص في أدب الناشئة ضمن مشروع سلسلة أدب الناشئة الإسباني بمعية الكاتب السعودي فرج الظفيري، تجربتها في الكتابة للطفل على اعتبار أنها أستاذة وتنتمي إلى مجال التربية والتعليم. ومن التأليف إلى الترجمة إلى تلحين أغاني للأطفال، قدمت الكاتبة أعراس جزء من سيرتها التأليفية ورهانها على الطفل القارئ، مع تأكيدها على خصوصية كل جيل على حدى، على اعتبار أن الجيل الحالي تراه أكثر ميولا لقراءة أدب يناسبه. كما تقاسمت أعراس مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، على اعتبار أن هذه المحطة الدولية تعتبر فضاء للتحسيس بالفعل القرائي على الصعيدين العربي والدولي.

وخص الشاعر والناقد الدكتور عبداللطيف السخيري، التظاهرة، بعرضين مهمين تناولا تجربة دار الشعر بمراكش الخاصة بورشات الكتابة الشعرية للأطفال واليافعين والشباب، ضمن مواسمها الثمانية، على اعتبار ريادة هذه التجربة والتي انطلقت منذ تأسيسها سنة 2017، ضمن نقطة البداية “شاعر في ضيافة الأطفال” وتطورت كي تصبح ورشات منهجية مخصصة ضمن استراتيجية محكمة تسعى إلى تمثل تقنيات الكتابة والقراءة على السواء. وقد حدد الدكتور السخيري منهجيات العمل، وأيضا تحديدا منهجيا يخص أدب الطفل وتفييء الفئات العمرية ونمط وبنيات الكتابة ونسقها، وخلص إلى نماذج شعرية مائزة تتمثل في كتابات “أطفال الجبل” الخاصة برواد تيديلي مسيفيوة، والتي تعتبر رائدة اعتبارا لما خلفته من نصوص شعرية وتراكما لافتا مع توالي المواسم.

وكانت دار آلة العود بمراكش، ضيف الورشة، من خلال حديث مديرها الفنان عزالدين دياني عن تجربته في تقديم أغاني للأطفال. الفنان دياني، والذي يشغل أستاذا للموسيقى وأيضا أستاذا بمدرسة التفتح الفني، إلى جانب رئاسته لفرقة أصيل، وتجاربه العديدة في تلحين أغاني للأطفال وتركيزه على قصائد منشورة في الكتب المدرسية، مما يجعله ينقل الأناشيد إلى قطع موسيقية محببة لدى الأطفال. وشاركت الفنانة والأستاذة نزهة بلحو، من خلال تقديمها لهذه المقطوعات بصوتها، وتقاسم أطفال الورشات، صبيحة يوم السبت، مع الفنانة نزهة هذا الولع الشعري والفني وهو ما أكد دور الفنون في قدرتها على استنبات الفعل القرائي لدى الناشئة.

تظاهرة المنتدى القرائي للأطفال، شهدت تقديم نماذج قرائية للكتاب المشاركين في التظاهرة، إلى جانب قراءات شعرية للأطفال. وتسعى هذه التظاهرة، من خلال دوارتها السابقة، الى تحفيز المرتفقين ورواد دار الشعر بمراكش على القراءة وتحيين علاقة القارئ بالكتاب والكتابة، وهي مشتل مفتوح على تنمية المهارات الإبداعية، في انفتاح بليغ على المستقبل. دار الشعر بمراكش، والتي طالما راهنت على جعل أهداف ورشات الكتابة الشعرية تتجاوز إطارها الضيق، في الانفتاح على ترسيخ أفق الإبداع وتنمية الخيال والتحفيز على القراءة، وأيضا إبراز سمات المحكي وخصوصيته التخييلية.