2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مكاوي يبرز خلفيات مباحثات مفتش القوات المسلحة الملكية مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية

أجرى المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية، الفريق أول محمد بريظ، محادثات هاتفية مع الجنرال تشارلز كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
ونشر الموقع الرسمي لهيئة الأركان الأمريكية فحوى هذه المحادثات، التي جرت، الاثنين 10 فبراير 2025، مشيرا إلى أنها “شهدت تبادل وجهات النظر حول الدور الأساسي الذي يلعبه المغرب كقوة إقليمية رائدة، ومناقشة أهمية مناورات الأسد الأفريقي”.
وأشاد الجنرال براون بجهود المغرب في “دعم الدول الأفريقية الأخرى ومساهمته في عمليات حفظ السلام المتعددة التي تنظّمها الأمم المتحدة”، مؤكدا “التزام الطرفين بتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، بهدف دعم استقرار وأمن منطقتي الساحل والمغرب العربي”.
ويأتي هذا اللقاء بعد مدة وجيزة من حلول قائد قيادة أفريكوم بالجزائر، في 22 يناير المنصرم، وفي سياق إقليمي يعرف العديد من التغيرات، ما يجعل اختيار توقيت المحادثات يحمل أبعادا ومعاني متعددة.

في هذا السياق، يرى الخبير والمحلل العسكري المغربي عبد الرحمن مكاوي أن المباحثات جاءت بالتزامن مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، حيث حمل معه رؤية جديدة للعلاقات الدولية والأزمات والصراعات العالمية، بالإضافة إلى استراتيجيته الخاصة بالقضايا التي تهم الأمن والسلام على مستوى العالم.
وأكد مكاوي، ضمن حديثه لـ ”آشكاين”أن الرئيس الأمريكي الجديد ورئيس هيئة الأركان يعكسان المنظور الأمريكي للأربعة أعوام المقبلة.
وأوضح مكاوي أن هذه المباحثات جاءت بعد نشاط عسكري ودبلوماسي مكثف قامت به وزارة الدفاع الأمريكية، من ضمنه إرسال الجنرال لونغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، إلى الجزائر وتوقيع مجموعة تفاهمات عسكرية بقيت طي الكتمان، بالإضافة إلى إرسال نائبه إلى ليبيا للقاء المشير خليفة حفتر.
وشدد على أن التحركات العسكرية والمباحثات في كلٍّ من الجزائر وليبيا قد تكون جزءًا من رؤية أوسع تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها، وربما تم عرض خلفياتها وأهدافها من قبل رئيس هيئة الأركان الأمريكي.
كما قد تشير هذه الخطوات إلى رغبة واشنطن في إشراك حليفها الاستراتيجي في المنطقة وإفريقيا، المغرب، في هذه الديناميكيات، لا سيما مع تداول أنباء حول فرض واشنطن عقوبات على الدول التي تربطها علاقات تجارية أو عسكرية مع إيران، التي ترتبط بالفعل بعلاقات مع الجزائر وبعض الدول الإفريقية المجاورة. يأتي ذلك في سياق اعتبار إيران خصمًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المرحلة الراهنة. وفق الخبير العسكري عينه.
وأضاف مكاوي أن منطقة شمال إفريقيا باتت تشهد حالة من الاضطراب والتوتر وعدم الاستقرار. ووفق رؤية الرئيس ترامب، تسعى الولايات المتحدة لإطفاء نار الصراعات المسلحة في المنطقة، لا سيما في إفريقيا التي بات يُنظر إليها عالميًا كقارة واعدة للاستثمار والتنمية ومفتاح لمستقبل العالم. هذا الاهتمام جعل قوى دولية كروسيا والصين والاتحاد الأوروبي تسعى هي الأخرى لترسيخ حضورها في القارة.
وأبرز ذات الخبير أن الجميع يعمل على تعزيز خلفياته العسكرية والاستخباراتية ضمن هذا التصور الجديد الذي يهدف إلى إسكات السلاح في شمال إفريقيا والسعي لحلحلة النزاعات.
ورغم عدم الكشف حتى الآن عن تفاصيل التفاهمات بين قائد أفريكوم والقيادة العسكرية الجزائرية، رجح مكاوي أن يكون رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قد شارك هذه التفاصيل مع المفتش العام وقائد المنطقة الجنوبية بالمغرب، الفريق محمد بريظ، وهو أمر متوقع وطبيعي بالنظر إلى طبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تجمع الولايات المتحدة بالمغرب.