2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
فشل الجزائر في دخول مجلس السلم والأمن يؤكد تغير موازين القوى في الاتحاد الإفريقي (معتضد)

فشلت الجزائر، أمس الأربعاء 12 فبراير الجاري، في الحصول على عضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بعد عدم تمكنها من جمع عدد الأصوات المطلوب لتحقيق هذا الهدف، حيث تراجعت عدة دول عن دعم ترشحها.
وبالرغم من “حرب” الكواليس التي نهجتها الجزائر و”طواف” وزير خارجيتها على دول القارة الأفريقية واحدة تلو الأخرى من أجل حشد الدعم لبلاده من أجل استعادة عضويتها في مجلس السلم والأمن الإفريقى الذي يترأسه المغرب، إلا أن ذلك باء بالفشل في سقطة دبلوماسية مدوية.
في هذا الإطار، يرى الخبير في الشؤون السياسية والإستراتيجية؛ هشام معتضد، أن فشل الجزائر في الحصول على عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي يشكل حدثًا دبلوماسيًا بالغ الأهمية، يمكن قراءته أولًا، بأنه يأتي في سياق تراجعت فيه القوة الديبلوماسية الجزائرية على المستوى القاري، رغم الجهود المكثفة التي بذلتها لاستعادة المقعد الذي يشغله المغرب في هذه الهيئة التقريرية المهمة، مضيفا أن الجزائر التي سعت بشدة إلى كسب تأييد الدول الإفريقية لصالح ترشحها، وجدت نفسها في مواجهة تراجع دعم الدول الإفريقية لها، ما يعكس تراجعًا في تأثيرها السياسي على القارة الإفريقية.

وقال معتضد في تصريح لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، إن الجزائر حاولت من خلال حرب الكواليس “أن تضع نفسها في موضع المنافس الأقوى للمغرب، من خلال جولاتها الدبلوماسية التي شملت زيارة عدد من الدول الإفريقية في محاولة لفرض واقع سياسي جديد يعزز من حضورها في المؤسسات الإفريقية، إلا أن فشلها في الحصول على الأصوات الكافية يعكس بالأساس عدم القدرة على بناء تحالفات استراتيجية فعّالة تتجاوز حدود المصالح الضيقة وتفتقر إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى”، مبرزا أن “الدبلوماسية الجزائرية التي سعت إلى فرض نفوذها في مجلس السلم والأمن، لم تنجح في تجميع القوة الكافية لضمان فوزها، رغم التاريخ الطويل من المحاولات والضغط المتواصل على الدول الإفريقية”.
في مقابل ذلك، تبرز هذه الواقعة، وفق المحلل السياسي، الدور المتميز للمغرب، الذي تمكن من بناء تحالفات قوية داخل الاتحاد الإفريقي، ما جعل ترؤسه لمجلس السلم والأمن في السنوات الأخيرة يعكس قدرة دبلوماسية عالية على إدارة الملفات الحيوية في القارة، لافتا إلى أن المغرب يتمتع بسمعة قوية على مستوى الأمن والسلم في منطقة شمال إفريقيا، واستطاع أن يثبت من خلال ترؤسه للمجلس أن سياسته الخارجية تتسم بالواقعية والبراغماتية، مما أكسبه تأييدًا كبيرًا من الدول الإفريقية، ودليل ذلك حصوله على ثلثي أصوات الدول الأعضاء لدخول مجلس السلم والأمن الإفريقي، مما يعكس كفاءته الدبلوماسية وقدرته على تقديم حلول فعالة للأزمات الإقليمية والدولية.
وبحسب الخبير في العلاقات الدولية، فإن فشل الجزائر في هذه المنافسة لا يمكن أن يُقرأ فقط من خلال ضعف التأييد لها، بل هو تعبير عن فشل في القدرة على التأثير على ديناميكيات التحالفات الإفريقية الحديثة. فالجزائر ما زالت أسيرة لمقاربات قديمة في الدبلوماسية، قائمة على فرض الإرادة من خلال الضغط السياسي والاقتصادي، دون أن تتمكن من تجديد خطابها السياسي بما يتناسب مع التحديات الحالية للقارة الإفريقية، مشددا على أن الجزائر فشلت في تقديم رؤية شاملة ومتماسكة للمساهمة في استقرار السلم والأمن في إفريقيا، وهو ما أثر على صورتها في الساحة الإفريقية، خاصة مع تزايد النزاعات الإقليمية التي تحتاج إلى حلول مبتكرة ومتوازنة.
كما يظهر فشل الجزائر في الحصول على العضوية، وفق المتحدث، تصاعدًا للنفوذ المغربي في أفريقيا بشكل عام، بحيث أن المغرب الذي يتمتع بعلاقات متينة مع العديد من الدول الإفريقية، استطاع أن يفرض نفسه كمحور رئيسي في استراتيجيات السلم والأمن، ما يعزز من مكانته الإقليمية والدولية، معتبرا أن المعركة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، رغم طابعها المؤقت، تعكس في جوهرها المنافسة الإستراتيجية حول النفوذ في القارة الإفريقية، وهو ما سيكون له تداعيات على الأدوار الإقليمية المستقبلية.
وخلص معتضد بالإشارة إلى أن فشل الجزائر في الحصول على العضوية يسلط الضوء أيضًا على تغيرات في موازين القوى في الاتحاد الإفريقي، فالدول الإفريقية تتطلع اليوم إلى تعزيز الشراكات التي تخدم مصالحها التنموية والأمنية، وتبحث عن حلول عملية للأزمات المتعددة التي تواجه القارة، مبرزا أن ذلك يعزز من دور المغرب كمحور رئيسي في هذا السياق، بينما تظل الجزائر عالقة في استراتيجيات قديمة تعكس عدم قدرتها على التكيف مع المستجدات.
المغرب ترشح ايضا لنفس المنصب و لم يحصل الا على نصف أصوات الجزائر و جاء ثالثا خلف الجزائر و ليبيا. لماذ لم تعلنون هذا الفشل الكبير.
مجرد تساؤل
لماذا فشل المغرب بالحفاظ على مقعده !!!؟؟؟؟
فشل الجزائر كنا ننتظره، لأنها دولة معزولة وفاشلة، لا نفوذ لها في إفريقيا.
فكان على كاتب المقال أن يُجيب على التساؤل السالف وفشل المغرب الذي يقول عنه الإعلام المخزني أنه قوة إقليمية ذات نفوذ سياسي واقتصادي وتجاري وديني في القارة الإفريقية.
حبذ لو كشف لنا المقال عدد الأصوات التي حصلت عليها الجزائر والمغرب.