لماذا وإلى أين ؟

هل يمنع المغرب ”الباف” المسببة للسرطان على غرار فرنسا وبلجيكا؟ (حمضي يُجيب)

لأنها تشكل خطرا حقيقيا على الصحة، سن البرلمان الفرنسي، أمس الخميس، قانونا بموجبه سيتم بشكل تام حظر تسويق السجائر الالكترونية ذات الاستخدام الواحد والمعروفة بـ ”الباف”.

وبذلك تصبح فرنسا ثاني دولة أوروبية بعد بلجيكا، تقدم على منع هذا النوع من السجائر الالكترونية المزودة بنكهات ورخيصة الثمن.

ويعرف هذا النوع من السجائر، في الآونة الأخيرة، انتشارا واسعا في صفوف الشباب المغاربة، خصوصا بين التلميذات والتلاميذ، نظرا لسهولة استعماله وخلوه من أي روائح تثير الشكوك، وأيضا كونه في المتناول من حيث السعر.

ودفع الوضع فعاليات مدنية وحقوقية مغربية، إلى دق ناقوس الخطر، مطالبة على الأقل بحملة للتوعية والتحسيس بمدى خطورة السجائر الالكترونية التي قد تسبب لمستعمليها في أمراض خطيرة منها السرطان، وفق ما أكده كل من الطبيب الطيب حمضي والدكتور بوعزة خراطي رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في حديث مع جريدة ”آشكاين”.

في سياق متصل، وصف الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، السجائر الالكترونية بكونها”جريمة تبنى خطوة بخطوة وعاين باين”، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية نبهت إلى مدى خطورتها.

وأوضح حمضي، متحدثا لجريدة ”آشكاين” أن المتاجرين بهذه السجائر يستغلون وجود فراغ قانوني من أجل الترويج لبضاعتهم لاستهداف الشباب والمراهقين، لأنهم يعلمون أن القوانين ستتغير يوما.

وشدد على أن ”الوقت حان قصد سد الفراغ والتراخي القانوني” الموجود بالمغرب، قصد حظر ليس فقط ”الباف”، بل الساجائر الالكترونية ككل، مبرزا أنها ” لا تساعد على الإقلاع على التدخين أو أنها غير ضارة بالصحة”، كما يدعي مروجوها.

وقدم حمضي معطيات صادمة ومفزعة حول السيجارة الالكترونية، وأكد أنها تشكل تهديدا قاتلا للأجيال الجديدة. وأشار في هذا السياق إلى أن واحد من كل ثمانية شباب أو مراهقين مغاربة في المدارس، يستعمل أو سبق أن استعمل السيجارة الإلكترونية، الذكور أربعة أضعاف الإناث.

وأوضح أن التعاطي والتجريب يبدأ مبكرًا جدًا، حتى قبل سن العاشرة، ولكنه يبدأ بشكل عام بالنسبة لغالبية المراهقين بعد سن الرابعة عشرة.أضحت الجهود المبذولة للحد من استخدام التبغ تؤتي ثمارها بانخفاض معدل انتشار التدخين بين التلاميذبنحو الثلث في غضون عقد من الزمن. لكن هذا الانخفاض يتعرض للنسف للأسف بسبب وصول السجائر الإلكترونية.

بسبب روائحها الفاكهية، وألوانها الشبابية، وسهولة الوصول إليها في كثير من الأحيان، والاستراتيجيات الدعائية الشرسة التي تتبعها صناعة التبغ، فإن هذه المنتجات الجديدة توقع بشكل متزايد الأطفال والمراهقين والشباب والنساء في دوامة من الإدمان المميت . يضيف ذات الطبيب.

ما هي مخاطر السيجارة الإلكترونية ؟ما مدى تعاطيها من قبل الأطفال والمراهقين المغاربة في المدرسة؟ ما هي تحديات مواجهة هذا التهديد الجديد؟

منتجات جديدة من أجل إعطاء “حياة جديدة” لصناعة الموت!

من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث المباشر ، التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب، أطلقت صناعة التبغ استراتيجيات إعلانية جديدة لبيع الإدمان القاتل على نطاق واسع . والغرض هو استقطاب ما يكفي من الأطفال والمراهقين والشباب لتعويض خسارة”زبنائها”: الملايين من الوفيات كل عام بسبب التبغ ، وعشرات الملايين الذين يتوقفون عن التدخين. الإدمان  منذ الصغر يضمن ولاء “الزبناء” على المدى الطويل .

تشكل السيجارة الإلكترونية بالنسبة لصناعة التبغ، سلاحها الجديد (الإدمان وقوة البيع)، وحصان طروادة (تسهيل المرور للتعاطي للمواد الأخرى التقليدية).

السيجارة الإلكترونية السلاح الجديد لصناعة التبغ، (الإدمان وقوة البيع)، وحصان طروادة (تسهيل المرور للتعاطي للمواد الأخرى التقليدية).

السيجارة الإلكترونية: مخاطر حقيقية وليست مخاطر إلكترونية

 تعتبر منظمة الصحة العالمية والخبراء منتجات التبغ الجديدة، بما في ذلك السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، مواد ضارة على قدر ضرر السجائر التقليدية.

أثبتت الدراسات أن من شأن السجائر الإلكترونية، مثلها مثل التقليدية، أن تسبب أمراضاً مثل السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، والقلق، والالتهابات … وتؤثر على صحة المرأة الحامل وجنينها.وتؤثر أيضا لدى الأطفال على الدماغ، الذي يبقى في طر النمو حتى سن الخامسة والعشرين، وتؤثر على التعلمات.

إن استخدام السجائر الإلكترونية يتسبب في  الإدمان، ويضاعف ثلاث مرات تقريبا خطر التعاطي للسجائر التقليدية.

بالنسبة للبالغين الغير مدخنين والأطفال والمراهقين والشباب والنساء الحوامل، تعتبر السجائر الإلكترونية خطرًا أكيدا على الصحة ومدخلا لإدمان مميت.وبالنسبة للبالغين الذين يتعاطون للتدخين، فليس هناك دراسات حتى اليوم تثبت فائدتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين،ولا كونها أقل خطورة على الصحة.وترى منظمة الصحة العالمية أنه لا ينبغي الترويج للسجائر الإلكترونية كوسيلة للمساعدة للإقلاع عن التدخين.

أطفال ومراهقون وشباب المغرب: السجائر الإلكترونية، التبغ، الشيشة، الحشيش.. استئناس مبكر وانتشار مقلق

أظهرت دراسة 2021 MedSPAD ميدسباد-4،  المغرب 2021، أن تعاطي المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، للمواد ذات التأثير النفسانيخلال حياتهم، أن: 12.5% منهم استعملوا السجائر الإلكترونية، الشيشة 11.4%، التبغ 11.1%، المهدئات بدون وصفة طبية 8.5%، الكحول 7.2%، الحشيش 5.8%، الإكستاسي 2.5%، الكوكايين 1.6%، والهيروين 0.9% .

الطيب حمضي. طبيب. باحث في السياسات والنظم الصحية

وبالنسبة لمعيار الاستخدام خلال الأشهر أل 12 السابقة للدراسة، انخفض معدل انتشار تعاطي التبغ بين المراهقين من 9.3% إلى 6.5% بين عامي 2009 و2021 . وبنفس القياسات، تضاعف استخدام المهدئات بدون وصفة طبية ثلاث مرات تقريبًا. من 2.2% عام 2009 إلى 6% عام 2021 ،الإناث أكثر من الذكور.

أرقام عن التعاطي للسجائر الإلكترونية لدى المراهقين المغاربة

أطاح دخول السيجارة الإلكترونية في حلبة السباق بجميع المواد المسببة للإدمان الأخرى. انه إدمان يهدد حياة وصحة والرفاهالاجتماعي والاقتصادي للأجيال القادمة.

بالأرقام، :12.5% من المراهقين (أي واحد من كل 8) يستخدمون أو استخدموا بالفعل السجائر الإلكترونية،  منهم21.1% بين الذكور و5.2% بين الفتيات (واحد من كل خمسة أولاد وواحدة من كل 20 فتاة). الذكور أربع مرات أكثر من الإناث.

أبان المسح أن عملية تجريب السجائر الإلكترونيةبدأت بين التلاميذ المستعملين لها قبلسن العاشرة بنسبة 7.7% منهم، وبين 10 و12 سنة  بـ 9.6% (أي واحد مسنة 23 مستهلكين)، وبين 13 و14 سنة 23.4%. (أي الربع) وبين من هم بعمر 15 سنة فما فوق بنسبة 60% (أي 3 من أصل كل 5 مستهلكين). غالبية مستهلكي السجائر الإلكترونية منالمراهقين،  شرعوا في دلك ابتداء من سن 14 عامًا.

تبقى معدلات تعاطي المراهقين المغاربة للسيجارة والسيجارة الاليكترونية الأقل في دول شمال إفريقيا التي شملتها الدراسات، بمعدل أقل من معدل المنطقة واقل بكثير من معدلات الدول الأوروبية. لكن دلك ينبهنا إلىأين يمكن ان تتجه الأمور مستقبلا.

 

صناعة التبغ مسئولة مسؤولية تامة عن الأضرار الناجمة عن استراتيجياتها المتعمدة

  • يقتل التبغ حوالي واحد من كل شخصين لا يقلع عن التدخين.
  • يسبب التبغ ما يقرب من 8.3 مليون حالة وفاة كل عام، منها 1.3 مليون من غير المدخنين الذين يتعرضون بشكل لا إرادي لدخان التبغ (يطلق عليهم المدخنون السلبيون).
  • في عام 2020، استخدم 22.3% من سكان العالم التبغ : 36.7% من الرجال و7.8% من النساء.
  • انخفض استهلاك التبغ، لكنه لا يزال غير كاف: يستهلك حوالي 1 من كل 5 بالغين في العالم التبغ في عام 2022، مقارنة بـ 1 من كل 3 في عام 2000.
  • انخفاض تعاطي التدخين أقوى مرتين بفضل الضرائب.
  • 90% من جميع حالات سرطان الرئة تكون بسبب التدخين.
  • ما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن التبغ ترجع إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وربعها إلى سرطان الرئة.
  • يموت المدخنون في المتوسط 8 سنوات قبل غير المدخنين.
  • يرتبط حوالي عشرين نوع من السرطانات بالتبغ.
  • استخدام التبغ وحبوب منع الحمل: يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار20 مرة أكثر.
  • يسبب 21 مرضاً مزمناً.

من الواضح أن “عدو”الحياة والصحة الذي يجب إدانته، في ضوء جميع البيانات، هو صناعة التبغ،التي تخلق عمدا – لأغراض تجارية بحتة – إدمانا قاتلا بين الشباب والأجيال القادمة.

إن حماية الأطفال والأجيال القادمة من هذه التلاعبات، ومواصلة الحرب ضد التبغ للحد من استهلاكه بشكل أكبر، تتطلب التزاماً من ميع الأطراف : الحكومات والمشرعين والمنظمات غير الحكومية والآباء والشباب.

إذا كانت الدراسات، بالنسبة لتاريخ التبغ، لم تظهر سميته وخطورته إلا ابتداء من سنة1950،قرونا بعد البدء في استخدامه؛ فننا هده المرة، بالنسبة للسيجارة الإلكترونية، نعرف ما ينتظرنا، وما ينتظر أطفالنا والأجيال القادمة. إن صناعة التبغ مسؤولة عن الضرر الذي تسببه استراتيجياتها. الصمت سيكون تواطؤا قاتلا.

معطيات عن مخاطر التدخين.

التبغ  سبب رئيسي للوفاة والمرض والتفقير.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
15 فبراير 2025 11:17

من تجربة شخصية الباف خطيرة ووزارة الصحة تتحمل المسؤولية في تسويقها وبيعها بدون ترخيص، كا تتحمل المسؤولية عن عدم تنسيقها مع وزارة التجارة التي وقفت عاجزة أمام لوبي الباف الذي يغتني على حساب صحة المواطنين.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x