2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

سعيد الغماز
الهدية التي تلقاها السيد رئيس الحكومة داخل البرلمان، من الفريق النيابي للعدالة والتنمية، ليست حدثا معزولا، ولا هدية كباقي الهدايا. فبعد هذه الهدية من قلب البرلمان بالعاصمة الرباط، تلقى السيد رئيس الحكومة، هدية أخرى من قلب عاصمة سوس العالمة، ومن وسط المملكة، مدينة أكادير.
بالموازاة مع تنظيم معرض أليوتيس بأكادير، والذي افتتحه السيد رئيس الحكومة، نظمت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية، ندوة تحت عنوان “الفلاحة والصيد البحري…الواقع والآفاق” من تأطير خبيرين في المجال: د. إدريس الصقلي عدوي رئيس منتدى التنمية للأطر والخبراء لحزب العدالة والتنمية، ود. محمد الناجي خبير في الصيد البحري وأستاذ باحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.
معرض أليوتيس افتتحه السيد رئيس الحكومة، ويحضره فاعلون ومستثمرون في القطاع، من أجل إبرام الصفقات. والندوة التي نظمتها الكتابة الجهوية، عرضت الاختلالات التي تشوب القطاع، والمقترحات للنهوض بالصيد البحري وبالفلاحة في بلادنا. هذه الاختلالات والمقترحات هي الهدية التي أرسلها حزب العدالة والتنمية للسيد رئيس الحكومة. لكنها ليست هدية في علبة خضراءمليئة بالمستندات، كما وقع داخل البرلمان، ولكنها هدية عبارة عن علبة أفكار مليئة بالمقترحات والحلول.
هدية حزب العدالة والتنمية للسيد رئيس الحكومة من قلب وسط المملكة، تقول إن نزيف الثروة السمكية التي تعرفها شواطئ المملكة، تجد حلولها في سؤال سوء التدبير والجشع والتصدير المفرط والاستغلال البعيد عن الحكامة. أما في مجال الفلاحة، فإن الهدية كانت واضحة وضوح البياض في شاشة سوداء، ومفادها أن القطاع الفلاحي كان يستعمل 4349 جرارا في 2010، وأصبح يستعمل فقط 718 جرارا في 2024. كما كان المغرب إلى عهد قريب يصدر السكر والعدس، فأصبح يستورد 60%من حاجياته من العدس، ولا يوفر سوى 40% من حاجياته من السكر.
يبدو أن استراتيجية الهدايا التي ينهجها حزب العدالة والتنمية، ليست مجرد هدايا من حزب معارض للسيد رئيس الحكومة، وإنما هي استراتيجية يتبعها الحزب، يمكن أن نصفها بسياسة الهدايا في ممارسة المعارضة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.