2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في تطور جديد يحيط بهجمات برشلونة وكامبريلس الإرهابية لعام 2017، أثار محمد حولي شملال، الناجي الوحيد من أربعة جهاديين من أصول مغربية ضمن الخلية الإرهابية، جدلاً واسعًا بعدما وجه اتهامات إلى المخابرات الإسبانية (CNI) خلال جلسة استجوابه أمام لجنة التحقيق البرلمانية الإسبانية. وزعم شملال أن الإمام عبد الباقي الساتي، الذي يُعتقد أنه كان العقل المدبر للهجمات، كان على صلة بالمخابرات الإسبانية، التي سمحت له بالتحرك بحرية رغم علمها بنياته، وذلك في إطار محاولة لخلق حالة من التوتر في إقليم كاتالونيا.
وحسب تقرير لصحيفة “OK Diario” الإسبانية، فخلال إفادته أمام اللجنة، التي جعلته أول إرهابي يمثل أمام تحقيق برلماني، قدم شملال نفسه كضحية أخرى، مؤكداً أن الإمام الساتي كان العامل الأساسي في تجنيد أعضاء الخلية. وادعى أن المخابرات الإسبانية كانت على علم مسبق بتحركات الساتي لكنها لم تتخذ أي إجراءات لوقفه. وأوضح أنه امتنع عن الإدلاء بهذه الاتهامات سابقًا خوفًا من الانتقام، لكنه الآن لم يعد لديه ما يخسره بعد صدور حكم بالسجن بحقه لمدة 43 عامًا.
وأفاد المصدر ذاته، أن تقارير استخباراتية، كانت قد رُفعت عنها السرية في يناير الماضي، قد كشفت أن الإمام الساتي خضع لاستجواب من قبل “CNI” عام 2014، لكنه لم يُعتبر حينها مصدرًا موثوقًا للمعلومات، مما أدى إلى تجاهله كهدف استخباراتي. إلا أن هذه المعطيات زادت من شكوك بعض الجهات السياسية، لا سيما الأحزاب الكتالونية، التي رأت في رفع السرية عن هذه الوثائق خطوةً لاسترضائها في إطار المفاوضات السياسية.
وأوضحت الصحيفة، أن الجدل لم يقتصر على تصريحات شملال، بل امتد إلى أروقة البرلمان، حيث عبر ممثلو بعض الأحزاب عن استيائهم من استدعائه للإدلاء بشهادته. فقد اعتبر حزب الشعب الإسباني أن هذا الاستجواب يمثل إهانة لمؤسسات الدولة، بينما شكك حزب فوكس في دوافع شملال، متهمًا إياه بمحاولة التلاعب بالرأي العام دون تقديم أي أدلة ملموسة.
في المقابل، حاولت الأحزاب الكتالونية استغلال شهادة شملال للتأكيد على مزاعمها بشأن دور محتمل للأجهزة الأمنية في تسهيل تحركات الإمام الساتي، وذلك في سياق التوتر السياسي المستمر بين مدريد وبرشلونة. وطالب المتحدث باسم حزب “EH Bildu” شملال بتقديم أدلة على ادعاءاته، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن الإمام الساتي كان يُطلب منه أحيانًا مغادرة الاجتماعات لأن “عملاء المخابرات كانوا قادمين”.
ورغم محاولات بعض النواب الحصول على تفاصيل دقيقة بشأن التحضيرات للهجمات أو مدى تورط شملال فيها، إلا أنه رفض الخوض في هذه المواضيع، مشيرًا إلى تعرضه لضغوط داخل السجن. بل إنه لمّح إلى احتمال نجاة الإمام الساتي من الانفجار الذي وقع في منزل الكنار، وهو ما يتناقض مع الرواية الرسمية التي تفيد بمقتله هناك.
في نهاية الجلسة، أقر شملال بأن اتهاماته ضد “CNI” لا تستند إلى أدلة دامغة، وإنما هي مجرد “تخمينات”، ما جعل شهادته تفقد كثيرًا من مصداقيتها. وأمام هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه المزاعم ستؤدي إلى إعادة فتح التحقيقات، أم أنها مجرد محاولة لإثارة الجدل في سياق الصراعات السياسية المستمرة في إسبانيا.