2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الجزائرية حدادي لا تشكل أي تهديد لمصالح المغرب في الاتحاد الإفريقي (أحمد نور الدين)

نالت ممثلة الجزائر، السبت الماضي، منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بعد تنافس دبلوماسي حاد مع المغرب ومصر وليبيا جعل التصويت يتواصل على مدى سبع جولات، قبل أن تفوز مرشحة الجزائر سلمى مليكة حدادي، بالمنصب بعد حصولها في الجولة السابعة على أغلبية الثلثين المطلوبة للظفر بهذه المسؤولية.
وحيث إن الملف الوحيد الذي تشتغل عليه الدبلوماسية الجزائرية في مختلف المؤسسات القارية والدولية هو ملف تقسيم المغرب من أجل قيام “الجمهورية الصحراوية” الوهمية، فإن فوزها بمنصب المسؤولية في مفوضية الاتحاد الأفريقي يطرح أكثر من علامة استفهام؛ خاصة في ما يتعلق بمعاكسة مصالح المغربية الحيوية؛ وعلى رأسها قضيته الأولى المتعلقة بالصحراء.
تفاعلا مع ذلك، يقول الخبير في العلاقات الدولية؛ أحمد نور الدين، “لا أرى في انتخاب الجزائرية سلمى حدادي نائبة لرئيس المفوضية الإفريقية أي تهديد لمصالح المغرب في الاتحاد الإفريقي، مادامت رئاسة المفوضية قد فاز بها السيد محمود علي يوسف، من جيبوتي، الذي يعتبر حليفا للمغرب ويدعم وحدته الترابية”.

في مقابل ذلك، يرى نور الدين الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، أن “ممثلة الجزائر من المؤكد أنها ستشكل مصدر تشويش للمغرب، لأن البرنامج الوحيد الذي تملكه الجزائر داخل إفريقيا ليس هو حل النزاعات المسلحة أو التنمية داخل القارة أو تحقيق منطقة التبادل التجاري الحر، بل هو معاكسة مصالح المغرب والسعي إلى هدم وحدة أراضيه”، مشددا على ضرورة لذلك “إبقاء الدبلوماسية الجزائرية تحت المراقبة المستمرة لفضح تحركاتها داخل المنظمة الافريقية وإبطال سحرها الأسود”.
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية أن مسألة فوز المرشحة الجزائرية على المرشحة المغربية “تحتاج إلى مراجعة الحسابات الدبلوماسية للمغرب وتحليل دقيق من طرف وزارة الخارجية المغربية والأجهزة الأخرى المعنية بالموضوع داخل المغرب، لاستخلاص الدروس والعبر إذا كنا جادين حقا في خوض غمار المعركة الحقيقية الكبرى التي طال انتظارها منذ ثماني سنوات، وأعني بها معركة طرد جمهورية تندوف الوهمية من المنظمة الافريقية”.
“المؤكد أننا نحن المغاربة لا يمكن أن نتحدث عن أي انتصار للدبلوماسية المغربية، مادام كيان وهمي يحتل مقعد العضوية داخل الاتحاد الافريقي باسم جزء من التراب المغربي”، يسترسل المتحدث، متسائلا عن “السبب الذي يجعل الخارجية المغربية لم تٓشْرٓع بعدُ في مساطر طرد جمهورية تندوف من الاتحاد الإفريقي إلى اليوم، رغم أنّها لا تتوفر على الشروط القانونية للعضوية، وحضورها يتنافى تماما مع ميثاق الوحدة الافريقية سابقا ومع ميثاق الاتحاد الإفريقي حاليا”.
وخلص نور الدين بالإشارة إلى أن الطريق نحو الانتصار الحقيقي للدبلوماسية المغربية هو طرد الكيان الوهمي من المنظمة الافريقية، مبرزا أن “عدا ذلك سيبقى مجرد تحركات على الهامش رغم تسجيل دبلوماسيتنا نقاطاً كثيرة في عدة نزالات مع الخصم في “الحلبة” الإفريقية إذا جاز أن أستعير قاموس رياضة الملاكمة”، وفق تعبير المتحدث.
دور حدادي سينحصر في القيام بمهام استخباراتية للمرادية والتجسس لصالح بنبطوش.