2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شقير يُعدد أسباب فشل المغرب أمام الجزائر في معركة الاتحاد الافريقي

شهدت أروقة الاتحاد الأفريقي، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، معارك دبلوماسية حامية الوطيس، على المناصب القيادية المخصصة لشمال أفريقيا، بين ثلاث دول “شقيقة” هي المغرب والجزائر ومصر.
واندلعت مواجهة دبلوماسية بين المغرب والجزائر في أديس أبابا خلال اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، حيث اجتمع وزراء الخارجية لانتخاب قيادة رفيعة المستوى لمفوضية الاتحاد الأفريقي. وكما كان متوقعا، تحول التنافس إلى صراع مرير على مقعد في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، حيث عرقل كلا البلدين محاولة بعضهما البعض، ووصل التنافس في النهاية إلى طريق مسدود.
وقد قدمت الجزائر مرشحها لنيل هذا المنصب الهام في القارة الأفريقية، ودخلت في تنافس مع ليبيا والمغرب الذي ينتهي تمثيله هذا الشهر. ومنذ الأربعاء المنصرم، كانت هناك سبع جولات انتخابية على مقعد شمال أفريقيا في مجلس السلم والأمن الأفريقي، بين المرشحين الثلاثة.
للفوز بالمعقد، يتعين على المرشح الحصول على ثلثي الأصوات، أي 33 صوتا، لكن ذلك لم يحصل بسبب حرب الكواليس في الاتحاد، ما دفع مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى تأجيل العملية الانتخابية إلى الشهر المقبل، أملا في التوصل إلى توافقات تنهي الأزمة.
وما إن قررت المفوضية تأجيل الانتخابات، حتى اندلعت معركة دبلوماسية أخرى على منصب بارز آخر وجدت مصر نفسها طرفا فيه.
ورشح المغرب لطيفة أخرباش التي تشغل حاليا منصب رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، فيما رشحت الجزائر الدبلوماسية سلمى مليكة حدادي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أما مصر فرشحت الدبلوماسية حنان مرسي.
وانتهت المعركة بحصول حدادي على منصب نائب الرئيس الجديد محمود علي يوسف، هذا الدبلوماسي الجيبوتي المخضرم الذي بات يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي بدلا للتشادي موسى فكي. ومعلوم أن جيبوتي تربطها علاقات متينة مع المملكة، خصوصا فيما يتعلق بموقفها من مغربية الصحراء.
هل فشل المغرب في هذه المعركة الدبلوماسية الإفريقية ضد عدوه اللدود وجاره الجزائر؟ وإذا كان الأمر كذلك ما هو سبب هذا الإخفاق في ظل الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب إقليميا ودوليا؟
محمد شقير، الباحث المختص في العلاقات الدولية يقول: ”أظن أن المغرب قد فشل في الحصول على هذا المنصب لسببين رئيسين”.
السبب الأول، وفقا لشقير مجيبا على السؤال أعلاه، يتمثل في ”إبعاد ست دول مناصرة للمغرب من التصويت لاجراءات مسطرية”، أما السبب الثاني، وفق الباحث، يكمن في ”عدم انتقاء مرشح مناسب للمنصب، خلافا للجزائر التي انتقت مرشحة متمرسة في دواليب وكواليس أجهزة الاتحاد الافريقي وسبل التعامل في استقطاب الأصوات”.
وأوضح شقير أن ترشيح المغرب لطيفة اخرباش التي ”رغم كفاءاتها المتعددة فهي غير متمرسة بالفضاء الدبلوماسي الافريقي وكذا لا تتوفر على شبكة علاقات تمكنها من استقطاب أصوات لصالحنا فهي ليست شخصية معروفة لدى الأوساط الدبلوماسية الأفريقية”.
وشدد الباحث عينه أن الدخول في منازلة ثلاثية مع كل من مصر والجزائر “شتت الأصوات لصالح المرشحة الجزائرية”، لافتا إلى أن ”فوز المرشحة الجزائرية لا يجب أن يعطى اكثر من حجمه كما تريد أن تسوق له الجزائر التي نزلت بثقلها السياسي من خلال مشاركة الرئيس تبون في القمة وكذا من خلال اللجوء إلى الأسلوب المفضل للدبلوماسية الجزائرية في توزيع الأموال”.
وأوضح شقير شارحا هذه النقطة أن “المنصب يبقى منصبا إداريا حيث لا تترأس الجزائر المفوضية التي أُسندت إلى جيبوتي التي تعتبر مساندة للمغرب، لكن هذا لا يمنع من العمل على وضع استراتيجية شاملة ومتماسكة تحدد بشكل استباقي محاصرة تحركات الدبلوماسية الجزائرية والتركيز بالأساس على إبعاد البوليساريو من عضوية الاتحاد”.
من اسباب فشل المغرب في منافسة خصمه على منصب نائب رئيس المفوضية وهو عدم القراءة الجيدة لكل السناريوهات المحتملة، عدم اختيار المرشح المناسب والذي له دراية بكواليس الاتحاد الافريقي، الجهل التام لامكانيات المرشح المنافس، نزول الجزائر بثقلها الديبلوماسي والمالي.
ومن قال لك ثلاثة دول شقيقة.نحن لسنا أشقاء مع احد