2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

عاد الجدل مجددًا حول ضرورة ترحيل المنطقة الصناعية المجد بمنطقة العوامة بطنجة إلى خارج المدينة، عقب الحريق الضخم الذي اندلع صباح الأربعاء 19 فبراير الجاري، في مصنع للأحذية البلاستيكية، مخلفًا خسائر مادية جسيمة. الحادث الذي استنفر السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية، يأتي ليؤكد المخاوف المتزايدة من مخاطر تمركز وحدات صناعية وسط أحياء سكنية، ما يشكل تهديدًا مستمرًا للسلامة العامة.
ويأتي هذا الحريق ضمن سلسلة من الحرائق المتكررة التي شهدتها مصانع المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ما دفع فعاليات محلية إلى تجديد مطالبها بترحيل المنطقة الصناعية نحو فضاء أكثر أمانًا خارج المدار الحضري. ويؤكد المتابعون أن البنية التحتية الحالية للمنطقة لا تستجيب لمعايير السلامة، فضلًا عن ضعف تجهيزات مكافحة الحرائق، مما يزيد من خطورة هذه الحوادث.
وتطالب الهيئات المدنية والساكنة بوضع حد لهذا الخطر المحدق، من خلال تبني سياسة واضحة لنقل المناطق الصناعية بعيدًا عن التجمعات السكنية، مع تشديد إجراءات المراقبة والسلامة داخل المصانع القائمة حاليًا. وفي انتظار قرارات حاسمة من السلطات، يظل شبح الحرائق يهدد المنطقة، ما يجعل الحاجة إلى حلول عاجلة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وفي هذا الصدد، قال المستشار الجماعي والفاعل المدني، بلال أكوح، في تصريح لـ”آشكاين” إن “مدينة طنجة عاشت منذ مدة على إيقاع كوارث مرتبطة بسوء تدبير المناطق الخاصة بالأنشطة الاقتصادية، فكلنا نتذكر كارثة غرق عمال معمل النسيج في فيضان 2021, والذي أودت بحياة 28 عامل وعاملة نسيج، وقبلها حادث اصدام حافلة لنقل العمل بقطار على مستوى منطقة خندق الورد سنة 2018 وكانت الحصيلة 6 ضحايا لغياب حراسة الممر السككي، بالنسبة لحي المجد والذي هو منطقة سكنية ويضم في جزء منه منطقة صناعية فقد تكررت فيه حوادث الاحتراق مؤخرا، مما يعيد طرح إشكالية تواجد الأنشطة الاقتصادية داخل الأحياء السكنية، ففي ظرف ربما يقارب الشهرين التهمت ألسنة النيران معملين، بالتالي فنحن أمام وضع غير سليم وتنخفض فيه مؤشرات الأمان والسلامة، وخصوصا أن المعامل التي شهدت هذه الحوادث ملاصقة لمنازل وعمارات سكنية”.
وأضاف أكوح، أن “هذه المنطقة وخاصة في أوقات الذروة تشكل عبئا على حركية السير والجولان داخل هذا الجزء من مقاطعة بني مكادة لدرجة الاختناق، وقد تكررت حوادث السير في مجموعة من النقط بسبب ضغط هذه المنطقة الصناعية”.
ويقول المتحدث، إنه “على العموم، وحتى في الوضع العادي الذي يخلو من تلك الحوادث فإن سؤال السلامة يبقى مطروحا من قبل ومن بعد، لتأثير تلك المنطقة على سلامة الصحة العاملة من خلال الانبعاثات الصادرة عنه وتصريف المياه الصناعية، والتأثير سلبا على مرفولوجية الحي”.
وخلص أكوح، إلى أنه “إذا كانت حوادث الفيضانات وما خلفته من خسائر في الأرواح -للأسف – قد دقت ناقوس الخطر وعجلت بنقل محلات النسيج من داخل الأحياء السكنية (الكراجات/ السراديب)، وعرفت المدينة تهيء مناطق صناعية خاصة بأنشطة النسيج، فإن تكرار حوادث الاحتراق بمثابة جرس انذار بأن الوضع يفرض تحركا عاجلا لنقل منطقة المجد الصناعية خارج المدينة ولو بشكل متدرج لضمان فرص العمل وعدم التأثير سلبا على الوضع الاجتماعي للآلاف من العمال والعاملات، ورفع منسوب الأمن البيئي والسلامة داخل المدينة”.