لماذا وإلى أين ؟

الشيات يبرز خلفيات مشاركة قوات مغربية وتونسية في تمرين عسكري أمريكي رغم الأزمة

ظهرت القوات البحرية المغربية والتونسية جنبا إلى جنب في تمرين عسكري برعاية أمريكية، ضمن سلسلة تمارين إقليمية ترعاها القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” بين دول القارة الإفريقية.

وحسب المعطيات التي نشرها المنتدى غير الرسمي “فار ماروك”، المهتم بأخبار الجيش المغربي، فإن “أعضاء من فريق الأمن والاستجابة البحرية التابع لخفر السواحل الأمريكي – الشرق، قاموا بتدريب فرق الزيارة والصعود والبحث والمصادرة (VBSS) من تونس والمغرب على كيفية تسلق سلم الخطاف أثناء تمرين Cutlass Express 2025 (CE 25) في بورت لويس، موريشيوس، 13 فبراير 2025”.

وحسب نفس المصدر، فإن التمرين “يعتبر أحد ثلاثة تمارين إقليمية من سلسلة “Express” برعاية القيادة الأمريكية في إفريقيا وبتمكين من الأسطول الأمريكي السادس كجزء من استراتيجية شاملة لتوفير فرص التعاون بين القوات الأفريقية والشركاء الدوليين من أجل معالجة مخاوف الأمن البحري”

ويأتي ظهور القوات المغربية والتونسية جنب بعضها في التمرين، في ظل الأزمة التي تخيم على علاقات البلدين، رغم ما رجح مؤخرا من مؤشرات رأى فيها خبراء بوادر انفراج الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، والتي اندلعت شرارتها، يوم 26 غشت  2022،  بسبب سلوك الرئيس التونسي قيس سعيد، حينما أقدم على استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، ليشارك في أعمال النسخة الثامنة لقمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا “تيكاد8″، وهو ما احتج عليه المغرب، في نفس اليوم، باستدعاء سفيره لدى تونس، حسن طارق، للتشاور، وقابلته تونس باستدعاء سفيرها لدى المملكة، محمد بن عياد، ما يعطي لهذا التمرين التونسي المغربي برعاية أمريكية أكثر من قراءة.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات،  أنه “رغم حالة الأزمة التي تسبب فيها استقبال الرئيس التونسي، للمدعو غالي، تبقى تونس مدرسة في الواقعية وفيها الميراث التاريخي السلطوي، ولا يمكن مقارنتها بمجال بشري سلطوي لم ينتمي لمفهوم الدولة منذ قرون كما هو الحال للجزائر”.

ويرى الشيات في حديثه لـ”آشكاين”، أن “تونس تبقى منظومة سلطوية لها تاريخ وذاكرة وواقعيتها تظهر من خلال ممارسات، رغم أنه بعد الثورة التونسية ظهر أن هناك خللا على مستوى رئاسة الدولة في تونس، على مستوى المنهج والممارسة، حيث كانت هناك قطيعة مع كانت الإرث الذي تملكه تونس كدولة تاريخية”.

وشدد على أن “ما زاد في الطين بلة من الحالة التونسية، تلك الحالة الاقتصادية المتردية، والتي دفعت بالجزائر لتضع يدها على تونس،، وأصبحت بذلك كحديقة خلفية تعطيها الدروس في الممارسة السياسية مع الجوار، وهذا الأمر لا يمكن التساهل فيه مع دولة مثل تونس، إذ ليس هناك حل لما قامت به تونس إلا بمراجعة هذا العمل والعودة العقلانية تجعلها في خط يتوازن مع المواقف الثابتة للمغرب، وليس فقط أن تكون هناك حالة من الحياد، بل أصبح الأمر يستلزم من تونس معالجة الأمر بموقف إيجابي من قضية الصحراء المغربية”.

ونبه إلى أن “الواقعية التونسية تذهب بها للتعامل مع محيطها بشكل يضمن لها هذا النوع من الحياد، لأنها تريد أن تعود للحياد السابق، لكن ذلك لم يعد مقبولا من طرف المغرب، حيث كانت هناك أشكال أخرى من عدم التوافق مع المغرب في منتديات كثيرة، بما  فيها المجال الإفريقي”.

وتابع أنه “في حال كانت هناك ظروف أحسن للتوصل إلى حل بين الجانبين، قبل الموقف التونسي النهائي بالنسبة لقضية الصحراء، بأن يكون هناك موقف بسيط بعودة تونس إلى مستوى من الحياد، فسيكون أمرا إيجابيا بالنسبة للمغرب وعلاقته مع تونس”.

وخلص إلى أن ”هذه العملية تدخل في إطار التحديات المغاربية المشتركة بما فيها تونس والمغرب، وكل الدول المغاربية، استثناء تلك الدول التي لها مواقف هيمنية تعود إلى مراحل سابقة غير بعيدة من الحرب الباردة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x