لماذا وإلى أين ؟

الاستراتيجية الاستشرافية التي تنهجها المصالح الأمنية تجهض المخططات الإرهابية في عمقه (خبير أمني)

 تواتر، مؤخرا، تفكيك خلايا إرهابية بالمغرب، وهي بصدد التحضير للقيام بعمليات تفجيرية كانت تستهدف منشآت وأماكن حساسة، وفق ما أفدت المصالح الأمنية المختصة.

قبل أيام، أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، عن تفكيك خلية ‘‘الإخوة الثلاثة” المترتبطة بـ ”داعش”، في حد السوالم، التي كانت على وشك تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة، بينما أُعلن، اليوم الأربعاء 19 فبراير الجاري، عن إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة كان يستهدف المغرب، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي.

الجديد في خلية اليوم، وفق ما جاء في بلاغ قطب المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أنه تم تنفيذ هذه العملية الأمنية بشكل متزامن في مدن العيون، الدار البيضاء، فاس، تاونات، طنجة، أزمور، جرسيف، أولاد تايمة، وتامسنا بضواحي الرباط، وأسفرت عن توقيف 12 متطرفًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، بايعوا تنظيم “داعش” الإرهابي وانخرطوا في الإعداد والتنسيق لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة.

بما يمكن تفسير تنامي ظهور خلايا إرهابية بالمغرب في الفترة الأخيرة؟ محمد أكضيض الخبير الأمني والعميد المتقاعد، يرى أنه يتبين من خلال الندوات واللقاءات الصحفية التي عقدها مسؤولون بارزون في ”البسيج”، أن المغرب “مستهدف من طرف التنظيمات الإرهابية بشكل لا لبس فيه سواء كانت من القاعدة أو داعش أو غيرها”.

الخبير الأمني محمد أكضيض

وأكد أكضيض، في تصريح خص به جريدة ”آشكاين”، أن المؤسسة الأمنية ”يقظة لهذه التهديدات”، مبرزا أنه منذ تفكيك خلية ”الاخوة الثلاثة” ظهر تطور نوعي في اعتمادها على العنصر العائلي، فيما الخلية التي تم تفكيكها اليوم، برز مستجد آخر، حيث أنها كثيرة العدد (12 فردا) وفي قرابة ست مدن مغربية، وأن الخلية تم تفكيكها في أوقات متزامنة في آن واحد.

وأوضح الخبير الأمني في ذات السياق، أن الاستراتيجية الاستشرافية التي تنهجها المصالح الأمنية، يجهض المخططات الإرهابية في عمقه وفي بداية تكوينه واحتوائه قبل المرور إلى مرحلة التنفيذ وهو لا يزال في مرحلة التحضير المادي للقيام بتفجيرات مروعة.

وشدد المتحدث على أن هذه الاستراتيجة الاستشرافية والاستباقية تُبين أن تأسيس ”البسيج” واختصاصه في قضايا الإرهاب، تعد ”بنية استشرافية للمملكة المغربية في مواجهة الإرهاب من ناحية أمنية”.

وأبرز أكضيض أن العالم الافتراضي (الانترنت) بات القاعدة الأساسية للاستقطاب، وذلك ما ظهر بكون المبايعة تمت لقيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي. وفق ما جاء في بلاغ قطب المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني.

وقال أكضيض إن تفكيك خلية اليوم، يؤشر على أن رؤوس القاعدة وداعش تحركت إلى دول جنوب الصحراء والساحل، بينما كانت الخلايا الإرهابية في السابق، قبل وقوع هذا التحول، تبايع التنظيمين الإرهابين إما في العراق أو سوريا، لافتا إلى أن الأمر تحول حاليا إلى دول جنوب الصحراء والساحل التي تعد مصبا لقادة التنظيمات الإرهابية.

وحول المحجوزات التي تم العثور عليها في حوزة الخلية المفككة اليوم، فهي تُبين بالدليل، وفق ذات الخبير دائما، أنها كانت ستكون تفجيرات خطيرة بدليل وجود قنينتين من الغاز سيتم ملؤهما وتحويلها إلى عبوات قابلة للتفجير.

ومضى قائلا أن الوسائل المعتمدة في التفجيرات المفترضة، كانت ستكون تقليدية محلية، بحكم وجود حراسة شديدة على الحدود ووجود أولوية كبيرة لمحاربة الإرهاب، عبر تفتيش دقيق لكل ما يدخل المغرب، تجنبا لأي اختراق محتمل.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x