2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
صبري يربط تعيين بريطانيا لرئيس وحدة إيران بخارجيتها سفيرا بالمغرب باعترافها بمغربية الصحراء

عينت الحكومة البريطانية ألكسندر جايلز بينفيلد سفيرًا جديدًا للمملكة المتحدة لدى المملكة المغربية، خلفًا لسيمون مارتن، حيث من المقرر الشروع في مهامه بشكل رسمي في غشت من سنة 2025 الجارية، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان صحفي.
ويتمتع السفير الجديد، ألكسندر جايلز بينفيلد، بخبرة دبلوماسية تمتد لأكثر من 20 عامًا، حيث تركزت مسيرته المهنية على قضايا متعلقة بالصين وآسيا والشرق الأوسط، إذ شغل العديد من المناصب، منها رئيس لوحدة إيران في وزارة الخارجية البريطانية، والتي انتهت بانتهاء السنة الماضية، ما يطرح تساؤلات عريضة عن دلالات ذلك وغاية بريطانيا من اختيار هذا البروفايل سفيرا لها بالمغرب؟

في هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبدالنبي صبري، أنه “لابد من الحديث باختصار عن ماضي وحاضر العلاقات البريطانية الإيرانية لنصل إلى الخيط الناظم لتثير هذه العلاقات على هاتين الدولتين، حيث أن بريطانيا وإيران لهما تاريخ طويل ومعقد امتد لقرون”.
وأشار إلى أن “هذا التعقيد كان منذ القرن التاسع عشر، عندما كان هناك تنافس بريطاني تقوده الإمبراطورية البريطانية على إيران، التي كانت تسمى آنذاك ببلاد فارس، كما ساهمت بريطانيا بدور فاعل فيما عرف آنذاك بـ”اللعبة الكبرى”، في ظل الصراع الجيوسياسي مع روسيا بقصد السيطرة على منافذ في اسيا الوسطى وعلى مناطق للنفوذ داخل إيران”.
واسترسل صبري في حديثه لـ”آشكاين”، عن هذا الترابط، بالتذكير بأن “ما جعل بريطانيا تتسابق في القرن العشرين على هذا النفوذ وتكون فاعلة، هو اكتشاف النفط في إيران، من خلال شركة النفط الأنغلو- إيرانية، التي وقع فيها خلاف بعد الانقلاب الذي حصل في إيران وساهمت فيه بريطانيا، وما ترتب عن ذلك بعد الخميني، ما يعني أن النفط جعل المصالح تختلف والتوترات ترتفع، وحتى في الثورة الإيرانية أو ما عرف بإيران الخميني، كان هناك موقف معاد من إيران لبريطانيا، واعتبرتها جزءا من الاستكبار العالمي”.
ولفت الانتباه إلى أن “ما حصل في القرن 21، هو بدأت نوعا ما هذه العلاقات بين الطرفين، لأن تأثير الخلاف كان مازال واضحا، نظرا لأن بريطانيا كانت تدعم العراق في حربه، لكن مع مجيء محمد خاتمي دعا إلى حوار الحضارات، بهدف دخول إيران في تفاهمات مع دول الجوار الإسلامية والدول الغربية، وهي الأمور التي لم تسر كذلك، دون ان ننسى ما أحدثه البرنامج النووي الإيراني من توترات، وهجوم متظاهرين على السفارة الايرانية في بريطانيا، وقبل خمس سنوات اتهمت بريطانية إيران بشكل صريح بدعم الجماعات المسلحة في المنطقة وقامت أيضا باعتقال مواطنين إيرانيين”.
ويرى المتحدث أنه “بعد كل ما سرده من أحداث نصل للخيط الناظم لتعيين سفير بريطاني جديد الذي كان يشغل رئيس وحدة إيران بالخارجية البريطانية، وكان رئيس قسم الصين ووحدة سوريا”، مشيرا إلى أن “بريطانيا اليوم عينها على المغرب وعلى التعاون معه، خاصة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي والدخول في شراكة استراتيجية ولمحاصرة النقود الصيني، والنفوذ الإيراني بالتحديد، في شمال إفريقيا وافريقيا بشكل عام، وفي الشرق الاوسط، فتم تعيين هذا السفير لمعرفته بخبايا إيران وخيوطها التي تريد زعزعة الدول المستقرة والتعويل على الدول الهشة من أجل تحريك جماعات تعادي هذه الدول، بهدف بسط سيطرتها”.
ونبه إلى أن “بريطانيا تعلم أن المغرب قطع علاقاته مع إيران وقهرا على مستوى شمال إفريقيا، كما تعرف بريطانيا التحولات والانتكاسات التي تكبدتها إيران على مستوى محورها، في كل من لبنان الذي خرجت من خالية الوفاض، وفي سوريا التي وقعت لها إشكالية كبيرة لا تعرف كيف تخرج منها، خاصة بعدما تبين أن إيران كانت تقوم بإيواء جماعات انفصالية من البوليساريو والجزائر لنشاطها في سوريا الأسد”.
وخلص إلى أن “سحر إيران انقلب عليها لزعزعة استقرار المنطقة بدعم البوليساريو، حيث تبحث بريطانيا عن الاستقرار الإقليمي، عبر بوابة المغرب الذي كان يدعو دائما إلى الاستقرار بالساحل والصحراء”، مؤكدا أن “بريطانيا اليوم قادمة للاعتراف بمغربية الصحراء، نظرا للأدوار التي لعبها هذا السفير الجديد في تعزيز العلاقات الدولية البريطانية”.
كم سيستمر هذا الصراع عن الصحراء هل سيبقى دائما إلى الأبد. هل ننتظر الأمم المتحدة لحل هذا الصراع المفتعل. والجميع يعلم بأن المشاكل لن تحل في مجلس الأمن. هل الشعب الفلسطيني حصل على حقوقه ودولته مند سبعين عام من الصراع مع اليهود. نحن نعيش في عالم النفاق والضعفاء لا تعطاء لهم الحقوق