2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تزايد تعنيف الأساتذة في المغرب.. حالات معزولة أم أزمة قيم؟

تواترت وقائع الاعتداء على أطره هيئة التدريس من طرف تلاميذتهم في عدد من المدن خلال الأسبوع الحالي.
وأصدرت الهيئات النقابية التعليمية إما بشكل فردي أو مشترك العديد من البيانات المنددة باعتداءات طالت بعض الأساتذة.
ورصدت جريدة “آشكاين” خمس حالات اعتداء هذا الأسبوع فقط، آخرها الاعتداء الذي أعلنت عنه الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي بإقليم – تمارة الصخيرات.
وتطرح تنامي ظاهرة تعنيف الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية أو في محيطها، أسئلة عدة حول الأسباب الكامنة وراءها، وهل هي حالات معزلة، أم وقائع تنذر بمخاطر قيمية واختلالات نفسية تعتري الناشئة المغربية.
عبد الناصر الناجي الخبير التربوي ورئيس الجمعية المغربية لجودة التعليم، شدد على ضرورة عدم “التساهل مع الاعتداءات التي تطال أطر هيئة التدريس من طرف التلاميذ رغم قلتها، كونها تخفي أسبابا عميقة قد يؤدي عدم الاهتمام بها إلى انعكاسات خطيرة ليس على صعيد المدرسة فحسب وإننا على صعيد المجتمع ككل”.
وحدد الناجي في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، الأسباب الواقفة وراء تنامي هذه الظاهرة في “التحولات القيمية بالمجتمع التي تتميز بطغيان النزعة الفردانية تغذيها فوضى وسائط التواصل الاجتماعي، وضعف السلطة الرمزية للأسرة والمدرسة مع تراجع القيم التقليدية التي كانت تكرس الاحترام والتقدير للمدرسين، وفهم القيم الحداثية على أنها الحرية المطلقة المنفلتة من أي عقال يضفي على المدرسة رداء الهيبة بوصفها فضاء للانضباط وتحصيل العلم والمعرفة”.
ويرى ذات الخبير التربوي أن “ضعف التأطير القيمي داخل الأسرة، وتراجع الدور التربوي للمدرس، وضعف أنشطة الحياة المدرسية أو غيابها في الكثير من الأحيان، سببا آخرا وراءها”.
وفيما يخص المنهاج الدراسي، خلص الناجي إلى أن “التربية على القيم تشكو من ضعف واضح وإذا حضرت فإنها تقتصر على مواد دراسية بعينها اعتبرت مواد حاملة للقيم في حين أن الموضوع أخطر من أن يشغل حيزا ضيقا في المنهاج بل ينبغي أن يكون حاضرا في جميع المواد الدراسية، فإذا كانت المقاربة التأديبية ضرورية لمعالجة أعراض الظاهرة، فإن المقاربة الوقائية تبقى الحاجة إليها أكثر إلحاحا لأنها وحدها الكفيلة بمعالجة جذور المشكلة”.
وشدد رئيس الجمعية المغربية لجودة التعليم على أن محاصرة الظاهرة ومعالجتها، يجب أن ينطلق من “إعادة الاعتبار للدور التربوي للمدرسة من خلال إدماج برامج للتربية على القيم بشكل أكثر فاعلية، وتعزيز دور الأندية التربوية والرياضية والثقافية كوسيلة لاحتواء الطاقات السلبية لدى التلاميذ، وتوفير تكوينات متخصصة للأساتذة حول كيفية التعامل مع التلاميذ ذوي السلوك العدواني، وتعزيز فرق الدعم النفسي والاجتماعي داخل المؤسسات التعليمية، عبر تعزيز حضور الأطر التربوي المختصة، مع وضع آليات حقيقية لتواصل أكثر فعالية بين الأسرة والمدرسة، تدفع الأسرة إلى أن تصبح شريكا يعول عليه في تكريس التشبع بالقيم الإيجابية لدى المتعلمين والمتعلمات”.