2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“البسيج” يكشف معطيات دقيقة عن ترسانة أسلحة إرهابيي “أسود الخلافة” ومصدرها

تبعا للبلاغين الصادرين عن قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بخصوص الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها بشكل متزامن، يوم الأربعاء المنصرم، في مدن العيون، الدار البيضاء، فاس، تاونات، طنجة، أزمور، جرسيف، أولاد تايمة، وتامسنا بضواحي الرباط، وأسفرت عن توقيف 12 متطرفًا، كشف رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر عبد الرحمان اليوسفي العلوي، معطيات مثيرة حول طبيعة المواد والأسلحة التي تتوفر عليها هذه الخلية.
ووفق ما كشفه اليوسفي العلوي في ندوة صحفية اليوم الإثنين، فإن عملية تفتيش منازل المشتبه فيهم من طرف ضباط الشرطة القضائية التابعين للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، مدعومين بفرق إبطال مفعول المتفجرات والكلاب السينوتقنية، وفرق تقنيي مسرح الجريمة المختصة في مسح وتمشيط وتدبير مسرح الجريمة، مكنت من حجز مجموعة من المواد الكيميائية، على شكل مساحق، وسوائل مختلفة اللون والشكل، وكذلك عدد مهم من الأسلحة النارية، والذخيرة الحية، بالإضافة لآليات وأدوات أخرى مشبوهة.
مواد كيميائية ومعدات مشبوهة
وأوضح رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر، أن المحجوزات التي توصلت بها المصالح العلمية والتقنية، التابعة لمعهد العلوم والأدلة للجنائية، تضم في قسمها الأول طنجرة ضغط تحتوي بداخلها على مواد كيميائية على شكل مساحيق مشبوهة، مضمنة في كيسين: الأول، به مسحوق أصفر، والثاني به خليط لمسحوقين أحدهما رمادي والآخر أبيض اللون. وتضم هذه الطنجرة كذلك مجموعتين من المسامير الحديدية. كما أن محتوى هذه الطنجرة موصول، عبر أسلاك كهربائية، بهاتف محمول تم تثبيته بجانها.
كما توصلت المصالح العلمية والتقنية بقنينات غاز معدلة بحيث تم تقطيع الجزء العلوي منها، تضم بداخل كل واحدة من هاته القنينات ثلاثة إلى أربعة أكياس بـها مواد كيميائية مشبوهة على شكل مساحيق مختلفة اللون والشكل، ومجموعة من المسامير الحديدية. ومن الخارج تم تثبيت على كل واحدة من هاته القنينات بـ6 أنابــيب PVC، وهاتف محمول متصل، عبر أسلاك كهربائية، بالمحتوى الداخلي لكل قنينة.
كما تم حجز قنينات بلاستيكية ووعاء معدني يحتوي كل منها على مواد سائلة مختلفة اللون والشكل، وأكياس بلاستيكية تحتوي كل منها على مساحيق مختلفة اللون والشكل والبنية، وكيسا ورقيا يحتوي على كميات مهمة من المسامير الحديدية، بالإضافة إلى قـنينتي غاز زرقاء، الأولى لا تتوفر على كـــرة الضمان الخاصة بالإغلاق، والثانية تم قطع جزئـها العلوي، معدات مختلفة، عبارة عن 6 أنابيب PVC، كل ثلاثة منها ملفوفة بواسطة أشرطة لاصقة، وكذلك آلة للتلحيم، وأسلاك التلحيم، وأسلاك كهربائية، وأشرطة بلاستيكية لاصقة.
وأسفرت التحاليل والخبرات العلمية التي أشرفت عليها المصالح المختصة التابعة لمعهد العلوم والأدلة الجنائية أن على المواد الكيميائية التي تم حجزها تدخل في تـهيـئ وصناعة العبوات المتفجرات التقليدية، من قبيل العبوات المتفجرة الأساسية من نترات الأمونيوم وكذلك “TATP“، واللتين تعتبرتا في بعض الأحيان، من المتفجرات الخطيرة والأكثر فتكــــا. ومن بين هذه المواد التي تم تشخيصها على سبيل المثال لا الحصر؛ نترات الأمونيوم، مسحوق الكبريت، حمض الكـــــلوريــــدريــك، ومــاء الأوكسجين.
كما خلصت الأبحاث إلى أنه تم اعتماد طنجرة للضغط وقنينات غاز معدلــة، كأوعية، لاحتواء هذه المواد الكيميائية المتفجرة والتي تم حشو كل منها بمجموعة من المسامير الحديدية، والتي تستخدم كشظايـــا، حتى تخلف العبوة أكبر عدد من الضحايا قتلى وجرحى، وفي نفس الوقت حتى يخلف الانفجار دمارا كبيرا في الممتلكات.
وتـمت إضافة ستة أنابيب PVC لكل عبوة، وتثبيتها على مستوى جوانب هذه القنينات بغرض حشوها بالمواد المتفجرة لنفس الغاية، أي بنية إجرامية لحصد أكبر عدد من الضحايا وإحداث دمار كبير في الممتلكات، في حين جرى إلصاق الهواتف المحمولة لهذه العبوات المتفجرة التقليدية وإيصالها، عبر أسلاك كهربائية، بمحتوى هذه العبوات، بغرض تفجيرها عن بعد.
وتؤكد الخبرة العلمية المنجزة في هذا الشق، ما توصلت إليه الأبحاث القضائية بخصوص مدى خطورة وجاهزية هذه الخلية والمتجلية أساسا في كون عملية التهــيـىء وصلت لمراحل متقدمة جدا، حيث إن العبوات المتفجرة التقليدية الأربعة، أي طنجرة الضغط والقنينات، موضوع الخبرة، هي عبوات متفجرة جاهزة للاستعمال، ويمكن تفجيرها عن بــعـد.
وخلص رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر للإشارة إلى أن خلط هذه المواد غالبا ما تكون لها عواقب خطيرة جدا، حيث يمكن أن يؤدي تفاعل المواد المخلطة إلى الحصول على مادة غير مستقرة، وخطيرة تخرج عن السيطرة، كونـها تتأثر بالعوامل الخارجية كالحرارة والضغط وغيرهما؛ وبالتالي تنتـج انفجارا يمكن أن يعصف بالشخص نفسه، وبمحيطه، أو جيرانه، أو أن يحدث للشخص المعني بالأمر عــاهة مستديمة، كأن يفقد عينــيه أو أحد أعضــــائــــه. ففي خلط هذه المواد تكون هناك نسبة كبيرة جدا من الخطأ، والنتيجة بلا شك مؤلمة جدا، بل كارثـــيــــة.
الأسلحة النارية والذخيرة
ومن بين المحجوزات التي فحصتها المصالح المختصة التابعة لمعهد العلوم والأدلة الجنائية؛ الأسلحة النارية والذخيرة، ومنها سلاحين ناريين من نوع “Kalashnikov“، بندقيتي صيد، عشر مسدسات نارية، و73 خرطوشة من عيارات مختلفة. حيث خلصت الخبرة التقنية الأولية أن هذه الأسلحة منها ما هو خاص بالاستعمال الحربــي، وأخرى خاصة بالاستعمال الأمنـــي والعسكري، وبعضها خاص بالصيد. وهي كالتالي:
- بندقـــيــتان هــجوميتان من نوع Kalashnikov–AK45 ، عيار 39 X 7.62، يشتغلان بنظامين آلــــي ونصف آلــــي (Automatique et semi-automatique)، ويصل مداهما إلى 440 متر Portée، وبــــــإيــقـــاع يعادل 600 طلقة في الــدقـيقــة. وهذا النوع من الأسلحة خاص أساسا بالاستعمال الحربي.
- ثلاث مسدسات نارية نصف آلية، من عيار 7.65 ملم Parabellum، من نوع Beretta
- مسدسين ناريين نصف آليين، من عيار 9 ملمParabellum، ومن نوع Beretta
- مسدس ناري نصف آلي، من عيار 9 ملم Luger
- مسدس ناري نصف آلي، من عيار 7.65 ملم ، من نوع Star
- مسدس ناري نصف آلي، من عيار 7.65 ملم ، من نوع Tariq
- مسدس ناري نصف آلي، من عيار LR 22
- سلاح ناري ذو رحــى Revolver، من عيار 11 ملم، نموذج NewArmy
- بندقية صيد من عيار 12، بماسورتين متحاذيتــين عــموديــا. تم قطعها على مستوى الأخمص والماسورتين (Au niveau de la crosse et des deux canons superposés)، وذلك لتسهيل عملية إخفاءها وحملها،
- بندقية صيد عيار 9 ملم Flaubert، تم كذلك قطعها على مستوى الأخمص والماسورة كذلك لنفس الغاية أي لتسهيل إخفاءها وحملها،
- 25 خرطوشة من عيار 9 ملم Parabellum، متطابقة مع المسدسات السالفة الذكر من نوع Beretta، من نفس العيار
- 23 خرطوشة من عيار 7.65 ملم Browning، متطابقة مع المسدسين من نوع Star وTariq، السالفـــي الذكر؛
- 25 خرطوشة من عيار 12، متطابقة مع بندقية الصيد عيار 12 السالفة الذكر.
واستنتجت الخبرة كذلك أن كل هذه الأسلحة النارية في حـــالـــة اشتغـــال جيدة وذات استعمالات متعددة وخطيرة، وقد تــم مـــحو الوسـم الخاص بكل هذه الأسلحة النارية ( Le marquage) ، بنية إجرامية وبـهدف إخفاء المعلومات المتعلقة بـها، خصوصا أرقامـها التسلسلية، وتاريـخ وبـــلد صنعها واسم الشركة المصنعة، وذلك حتى يصعب على المصالح الأمنية تحديد أصلها وتسلسل حيازتها، على المستوى الدولي. كذلك، ولنفس الغاية، قفد تمت إعادة صباغة كل هذه الأسلحة النارية.
وخلص المصدر ذاته، إلى أن الخبرة التقنية على هذه الأسلحة النارية مازالت مستمرة، خصوصا الشق المتعلق باستظهار الوسم الخاص بكل منها، من أجل تنقيطها على مستوى قواعد البيانات الخاصة بالأنتربول، لمحاولة تحديد تسلسل حيازتــــها، ومعرفة سوابقها الإجرامية المـحتــملـــة على المستوى الدولي.