لماذا وإلى أين ؟

هؤلاء هم من يتحملون المسؤولية المعنوية لمخططات خلية “أسود الخلافة” الإرهابية!

كشفت التحريات أن المشروع الإرهابي لأعضاء الخلية الإرهابية المفككة مؤخرا، قد حصلوا على مباركة تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل، حيث توصلوا مؤخرا بشريط مصور يحرض على تنفيذ هذه العمليات، وذلك إيذانا بانتقالهم للتنفيذ المادي للمخططات التخريبية.

المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وفي الندوة الصحافية التي احتضنها مقره بمدينة سلا، اليوم الاثنين (24 فبراير) حول موضوع تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش” بمنطقة الساحل ينشط أفرادها بعدة مدن، كشف عن مضمون الشريط الذي توصلت به الخلية الإرهابية المشار إليها والتي أطلقت على نفسها “أسود الخلافة بالمغرب الأقصى”.

ومما جاء في شريط المباركة/الإذن بتنفيذ المخطط الإرهابي: “نبارك من معاقلنا في قيادة الساحل لجندنا في المغرب الأقصى ما هم مقبلون عليه من عمل مبارك في ضرب أعداء الله في عقر ديارهم بما أظهروه من كفر بواح عندنا فيه من الله برهان، ولاءهم للصهاينة ومناصرتهم والتطبيع معهم”.

المثير في مقتطف شريط المباركة من قيادة داعش بالساحل لإرهابيي “أسود الخلافة”، أن من بين المبررات التي اعتمدوها لعملياتهم الإجرامية التي كانوا سينفذونها ما اعتبروه : “ولاء المغرب للصهاينة ومناصرتهم والتطبيع معهم”!

فمن يتحمل المسؤولية المعنوية لتحول موضوع التطبيع إلى مبرر للخلايا الإرهابية من أجل استهداف المملكة المغربية؟

وهل شكلت العشرات من التدوينات والتصريحات المتطرفة التي تهاجم المغرب بحدة، بحجة انتقاد استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل أو ما يوصف بـ”التطبيع”، حاضنة شعبية لهذه الأفكار الإرهابية؟

المسؤولون الأمنيون الذين أطروا الندوة الصحفية المذكورة، فضلوا عدم الإجابة عن سؤال طُرح حول من يتحمل المسؤولية المعنوية للمخططات الإرهابية لخلية “أسود الخلافة” المستهدفة لاستقرار المملكة، وهم (المسؤولين) معذورون في عدم الإجابة، لأنهم يمثلون مؤسسة أمنية من المفروض أنها لا تتحدث إلا بالقرائن والأدلة وما أفضت إليه الأبحاث والتحريات. والأبحاث في هذه القضية مازالت مستمرة.

عدم جواب المسؤولين الأمنيين عن سؤال المسؤولية المعنوية لا يعفينا من محاولة البحث عن بعض الأجوبة المفترضة لهذا السؤال، وذلك بناء على قراءة موضوعية لما توفر لنا من معطيات بخصوص موضوع “التطبيع”، وهنا نميز بين المنتقدين نقدا بناء، وفق معايير مقبولة، والناقمين الحاقدين المحرضين الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.

ففي نظرنا المسؤولية المعنوية عن الأعمال الإرهابية التخريبية يتحملها:

أولائك الناقمون الذين يصورون المملكة المغربية، في تدويناتهم وتصريحاتهم ومقابلاتهم الصحفية (يصورونها) “شريكا في مخطط صهيوني كبير يستهدف أمة الإسلام والمسلمين”، وموطنا لكتائب هلامية اختارت جباله من أجل القيام بتداريب لتقسيمه إلى دويلات صهيونية مستقبلا !!!

بعض الحاقدين المندسين في المسيرات السلمية المعبرة عن وجهة نظر فئة من المغاربة اتجاه موضوع “استئناف العلاقات مع إسرائيل”، والذين (الحاقدون) يحاولون تصفية حسابات شخصية مع جهات ما من خلال التحريض المباشر عليها وشيطنتها بشعارات تتهمها بخدمة “المشروع الصهيوني” !!!

خطابات، لا دليل موثوق ومضمون لأصحابها، تجعل من المغرب مرفأ ل”السلاح المدمر المتوجه إلى إسرائيل من أجل استخدامه في حرب الإبادة تجاه الفلسطينين العزل” !!!

خطابات التشكيك والتبخيس في كل عملية أمنية متعلقة بتفكيك خلايا إرهابية وإحباط مشاريعها الإجرامية، واعتبار أن كل ما يجري “مجرد مسرحية للتغطية على ما يقع في غزة من حرب إبادة” !!!

مسؤولون سياسيون ركبوا على قضية “التطبيع” واستغلوها أبشع استغلال باستعمال خطاب تحريضي على الدولة، حتى كاد خطابهم أن يصل إلى مستوى تكفيري كل من خالف هواهم، وكل ذلك من أجل مشروعهم السياسي الخاص !!!

الساكتون على كل هؤلاء الذين سبق ذكرهم، والذين يخشون التصدي لمثل هذه الخطابات التي يوفر حاضنة تساهم في استنباث أفكار إرهابية.

الإرهاب كالسرطان، ينتشر في الجسد بسرعة، إن لم يتم اكتشافه مبكرا والقضاء عليه، وما يزيده انتعاشا هو عدم الوعي به، والأكثر، انكار وجوده وتوفير تربة خصبة لتطوره من خلال خطابات وتصريحات ظاهرها نصرة قضية ما وباطنها زعزعة إستقرار أمة ووطن، ومسؤوليتنا جميعا الوقوف في وجه هذه الخطابات المدمرة حتى لا تفتك بنا جميعا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
25 فبراير 2025 11:54

ليس الخطير ما كان يرمي اليه هؤلاء من اهذاف تخريبية، بل الخطير ان تستمر هذه الظواهر في الطفو على السطح بين الفينة والاخرى في المغرب، لذلك وجب تجاوز المقاربة الامنية بالبحت في ماضي هؤلاء المتورطين وفي معرفة الدوافع الخفية لارتمائهم في يؤرة التطرف ليكونو طعما سهلا للاعداء، ومعرفة مستواهم الثقافي والاجتماعي وكيف تدرجو في التشبع بافكار داعش، والهدف هو صياغة سياسة لمحاصرة الظاهرة في مهدها، وخلق جو
يمكن الشباب من الانخراط في مناخ سياسي سليم يرفع مستوى الوعي بالقضايا الاساسية ويجنب شبابنا اليأس والتطرف.

Brahim
المعلق(ة)
24 فبراير 2025 22:18

التطرف في الإتجاهين خطير. فلو كنت موضوعيا كما تقول لتطرقت إلى الإتجانخ الآخر. وبالمناسبة تريد أن تجعل التطبيع شيئا عاديا جدا بالنسبة لكل المغاربة وأن فقط بعضهم من ينكره. هذا تضليل. فالعكس هو الصحيح وبنسبة عالية جدا جدا.

الحر
المعلق(ة)
24 فبراير 2025 22:15

ان من وصفوا هنا بالمسؤولين المعنويين هم كذلك لان مصر والامارات ودول اخرى لها علاقات طبيعية مع اسرائيل لا يهاجمهم الارهابيون كما هو ااااالحال للمغرب وجب تطبيق قانون الارهاب في حقهم
الجزائر الغدو الاول للمغرب هو البلد الذي يأمر ويمول هؤلاء الارهابيون كما كان الاسد يفعل في سوريا لزعزعة لبنان

ابو زيد
المعلق(ة)
24 فبراير 2025 21:40

جواب على ما تضمنه النص من ما اصطلح عليه بالمسؤولية المعنوية و التي لربما سنصل يوما الى إدانة معنوية مع عقوبات مادية!!!
السؤال الذي وجب طرحه هو هل سبق في مغربنا ان كان من بين من يتم القبض عليهم شخص يسكن حيا راقيا؟؟؟ او بالاحرى هل يمس التفكير الإرهابي الاغنياء؟؟؟
هذه الطريقة في التحليل ليست من قيمة و عقلية المواطن المغربي و البحث في أسباب احتضان الجماعات الإرهابية لبعض الشباب نابع من عدة أسباب تم التطرق إليها مند عقود خصوصا بعد تفجيرات الدار البيضاء و لم يكن عندها المغرب مطبعا!!
الغرب يعرف تحولا فكريا و تموضعا اتجاه القضية الفلسطينية لدرجة انه اثار قلق الصهاينة !! لكن الغرب او بالاحرى الشعوب الغربية لم تلجأ الى تهديد مصالح اوطانها!!
نحن نعلم ان دول الساحل تعج بالجماعات الإرهابية كما نعلم بمستوى الفقر الذي وصلنا اليه من خلال الاحصائيات الاخيرة و الفقر نوعان فقر مادي و فقر ثقافي و هنا مربط الفرس!!
المغاربة يحيون يقظة الأجهزة الأمنية كما انهم و ان كان لهم موقف او اخر من التطبيع فان ذلك لن يجعل منهم إرهابيين او حتى ضد السياسات و المصالح العليا و الاستراتيجية للبلاد!!

Dghoghi
المعلق(ة)
24 فبراير 2025 20:44

احدروهم يا مغاربة بلدنا يتربصون عليها لتخريبها لذا علينا أنهم يبدؤون بالمرأة يفرضون عليها لباس الظلاميين المتنطعين الحجاب الاسود الدخيل لمسح هويتنا وتاريخنا وتقاليدنا… ولغتنا الاصلية الامازيغية…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x