2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
السردين بـ5 دراهم.. فضح لجشع المضاربين أم خطة “ماركوتينغ”؟

ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب بنقاش حول أسعار السردين قبيل أيام من شهر رمضان الذي يقبل فيه المغاربة على شراء مختلف أنواع الأسماك، بعد انتشار شريط فيديو لشاب من مدينة مراكش يبيع السردين بسعر 5 دراهم فقط للكيلوغرام، في وقت تشهد فيه الأسواق المغربية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار هذا المنتوج قد تصل إلى 30 درهم للكيلوغرام.
العرض الذي يقدمه الشاب على منصات “التيك توك”، خلق نقاشا بين من يرى أن العرض حقيقي وواقعي لأنه يقاطع “السماسرة” الذين يرفعون أسعار مختلف المواد الغذائية من أجل الربح الفردي ويتعامل مع المهنيين بشكل مباشر، ومن يعتبر أن الأسعار المعلنة من طرف الشاب هي “أسعار المواقع” أما الواقع فلا يمكن أن ينزل ثمن السردين عن 15 درهما، وبالتالي فهذه مجرد خطة “ماركوتينغ” لاستقطاب الزبناء.
كلام المهنيين
بعيدا عن حديث “السوشل ميديا” وتحليل “العامة”، أوضح نائب رئيس الكونفيدرالية المغربية للصيد التقليدي ورئيس جمعية البحارة وأرباب قوارب الصيد التقليدي؛ عبد اللطيف أقطيب، الشهير بـ”حكيم فيش”، الوضع الحالي للقطاع والأسعار التي يمكن أن يباع بها السردين، مضيفا “شخصيا بعت السردين بـ 5 دراهم 7 دراهم قبل أيام قليلة، لكن هذا لا يجب أن يغر الناس، بل يجب أن نوضح لهم الحقيقة كما هي”.
ويقول أقطيب في تصريح لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، إن وزارة الصيد البحري أوقفت العمل في إطار الراحة البيولوجية لمدة 45 يوما ما بين أكادير والعيون ولمدة شهرين ما بين الداخلة وبوجدور بسبب “انقراض” الأسماك، مشيرا إلى أن بعد فترة الراحة البيولوجية “جاب الله الخير” خاصة في أكادير، وبقيت الأسعار في السوق تتحكم فيها قاعدة العرض والطلب.
وأوضح المتحدث أن السعر الطبيعي الذي يجب أن يباع به السردين للمواطنين في أكادير مثلا التي تتوفر على ميناء، هو 10 دراهم باحتساب مصاريف النقل والعمل، مردفا “شخصيا أبيعه بأقل من هذا السعر، لكن حالتي لا يمكن أن تنطبق على بقية التجار والمهنيين، لأنني أتعامل مع أصحاب مراكب كبرى “ميسر عليهم الله” وشركتي تتوفر على وسائل النقل الخاصه، ما يعني أن مصارفي أقل من بقية التجار والمهنيين ما يسمح لي ببيعه بسعر أقل عن الطبيعي”.
وبخصوص بيع السردين بمدينة مراكش بـ5 دراهم، رد أقطيب “هذا مايمكنش نهضر عليه حيث مافهمتش كيفاش مراكش للي ما فيهاش البحر اتباع بداك الثمن، هذا الثمن لا يعقل ولا يمكن”، مسترسلا “إذا بعناه حنا فأكادير بـ5 و7 دراهم حيث الميناء حدانا والمصاريف قليلة، عاد أصحاب المراكب عاطينا السردين قالوا لنا بيع بالثمن المناسب وحنا نتفاهمو من بعد على سعر الصندوق، يعني هما كيعطيوه لنا وحنا مخاسرينش فيه”.
وشدد نائب رئيس الكونفيدرالية المغربية للصيد التقليدي بالتأكيد أن الثمن الطبيعي للسردين في أكادير هو 10 دراهم للكيلوغرام الواحد باحتساب مصاريف النقل والعمل، لافتا “مكنهضرش على مول “البيكالا” والموطور للي كيجي لحدا دارك في الجي ديالك، هذاك خاصو ابيعو لك حتى 15 درهم”.
قطع الطريق على السماسرة
وفي منظور آخر، يرى البعض الآخر أن سبب إقدام الشاب المشار إليه على بيع السردين بخمس دراهم للكيلوغرام الواحد يعود لعاملين أساسيان، يتمثل الأول بتجاوز التعامل مع الوسطاء والتجار في مجال الصيد البحري، بحيث يتجه مباشرة إلى المهنيين الذين يشتغلون يوميا لجلب هذه المادة الحيوية من البحر ويشتري سلعة ذات جودة بسعر رخيص.
ويرى هؤلاء، وفق تدوينات منتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي، أن الشاب المراكشي قطع طريق الربح على السماسرة، وهو ما تسبب في غليان داخل القطاع بعد نجاح الشاب في استقطاب عدد من المواطنين في وقت وجيز، وفضح بذلك أساليب اغتناء السماسرة.
أما السبب الثاني لبيع السرديم بخمس دراهم هو عدم بحث الشاب على ربح كبير خلافا للتجار والسماسرة الذين يبحثون عن ربح سريع، ويقدمون على زيادة أكثر من ثلاثة دارهم على الثمن الطبيعي، مشددين على أن الشاب المشار إليه “صغر كرشو” لذلك حقق هذا الإنتشار لدى المواطنين.
فالخسارة رابح
أما وجهة نظر أخرى، فترى أن الشاب الذي أصبح مشهورا في وجيز “رابح حتى فالخسارة”، حيث أن استثماره الحقيقي ليس في السردين والأسماك بشكل عام، بل استثمر في “السوشل ميديا” عن طريق السردين، معتبرين أن الضجة التي أثيرت ببيع هذه المادة بخمس دراهم مفتعلة للربح في الأنترنيت.
ويرى أصحاب هذا الطرح، أن الإستثمار المربح اليوم هو في مواقع النواصل الإجتماعي، لذلك استغل الشاب هذه الوسيلة لخلق الضجة، مؤكدين أنه مهما بلغت خسائره المادية ببيعه السردين بخمس دراهم فقط، فإنه سيربح من عائدات “التيك توك” ومختلف مواقع التواصل الإجتماعي.
ويرى هؤلاء أن منصات الشاب على “السوشل ميديا” عرفت إقبالا كبيرا بالإضافة إلى داعمين على “التيك توك”، ما يعني أنه سيربح ماديا على السوشل ميديا أكثر من خسارته من بيع السردين، لافتين إلى أن هذه الضجة سرعان ما ستنتهي بعدما يحقق الشاب مبتغاه من رفع منصاته التي سيحولها في ما بعد لمنصة للإشهار للشركات والمحلات التجارية كما يفعل عدد ممن يسمون أنفسهم “مؤثرين”.
بلدنا تغيب فيه الديمقراطية اي حب الوطن وتسود فيه اللصوصية والمحسوبية والرشوة والاحتكار والقمع.. والتسلط.. وتضارب المصالح.. ولي انتقد ولو انتقاد حضاري.. مأله السجن ..
اذا كان من وراء تحديد مبلغ 5 دراهم / للكيلو كثمن بيع المادة يدخل من باب توظيف أدوات الماركيتينغ بالقطاع ، فمرحبا بالعمل، لأن :
– ذلك من شأنه ان يحسن من نسبة معدل الاستهلاك الوطني للفرد من مادة السمك الذي لازال لا يتعدى 3 كيلوغرام سنويا ، مقابل 37 كلغ لمادة السكر و معدل استهلاك 7 كيلو من لحوم حمراء. مصيبة الغلاء الفاحش كونه يقلص معدلات استهلاك المواد المذكورة بنسب 60 و 80%.
– الماركيتنغ التجاري بمعناه الاقتصادي ، رغم تكاليفه المادية الإضافية ، أحيانا يفيذ التجارة التنافسية والمستهلك..لكن التوظيف المرحلي له يقتل الحركية التجارية…
كن غير كانو كل المؤثرين بحال هاذ الشاب اللي كيقول الحقيقة بدل البعض منهم ( المؤثرين ) اللي كيطلقو ألسنتهم غير بكثرة التراهات و التفاهات من أجل الربح وجلب الجيمات و الاشتراكات فيما ينفعهم وحدهم و لا ينفع الناس بل يضر المجتمع بكامله