لماذا وإلى أين ؟

نزار بركة وفن “التفجير” الداخلي

رشيد لزرق

يُعرف حزب الاستقلال بمناوراته السياسية الذكية ومرونته في التعامل مع التحولات في الساحة السياسية، وهو يحاول تقوية نفوذه السياسي والتحرك مع مختلف القوى السياسية بما يتماشى مع مصالحه السياسية، سواء من خلال التحالفات أو الانسحابات في الوقت المناسب. فهو مناور سياسي بارع..

وهو قادر بآلته الانتخابية وخبرته على تفجير أو كبح الأغلبية الحكومية من خلال مناوراته المختلفة. كلنا نتذكر عباس الفاسي عندما رفع شعار “أمولى نوبا”، الذي كبح حكومة التناوب لعبد الرحمن اليوسفي ومهد الطريق لحكومة ترأسها إدريس جطو. كما ساهم حميد شباط في إرباك حكومة عبد الإله بنكيران ومهد للبلوكاج.

والآن، يُعتبر خروج نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، مقدمة لتفجير الأغلبية من الداخل، إذ يسعى الحزب إلى خلق ديناميكية تنظيمية بغية تحقيق مكاسب سياسية تمكنه من قيادة الحكومة المقبلة ولعب دور محوري. بعد أن شهد الحزب عطباً في تنظيم المؤتمر، وبعد استتباب الوضع والمصالح الداخلية، يحاول حزب الاستقلال الآن خلق رجة سياسية.
تعتبر تصريحات نزار بركة مناورة مدروسة ومقدمة لمواقف جعلت الاستقرار الحكومي موضع تساؤل. وقد أصبحت التصريحات تُصوَّر على أنها محاولة لتحريك المياه الراكدة في الحكومة وطرح نفسه كطرف بديل. وهذا الوضع قد يدفعنا إلى انتخابات سابقة لأوانها.

لهذا فإن خرجات حزب الاستقلال الأخيرة تُظهر أن الحزب يلعب دوراً بات مترسخاً في المعارضة من داخل الأغلبية، وتصريحات نزار بركة الأخيرة، خلافاً لمن يحاول تبريرها بكونها عفوية، فإنها تأتي ضمن استراتيجية الحزب في أفق طموحه لقيادة الحكومة المقبلة.

فالتصريحات جاءت بعد استقرار الوضع التنظيمي داخل حزب الاستقلال وبداية الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وطرح نفسه كبديل في ظل التحديات الاجتماعية التي يعرفها الشعب وأبرزها ظاهرة الغلاء.

الأمر الذي يمكنه من الضغط من داخل الحكومة للحصول على مناصب إضافية وصلاحيات أكبر، عبر الموازنة بين دوره كعضو في الأغلبية وطموحه لقيادة الحكومة المقبلة. والاستقلاليون لديهم الخبرة في إدارة المفاوضات، خاصة أن شخصية نزار بركة ليست صدامية على عكس شباط، الأمر الذي يجنب مخاطر انفجار الحكومة قبل انتهاء عهدتها الانتخابية.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
27 فبراير 2025 08:28

لو كان جزب الاستقلال في صف المعارضة منذ بداية ولاية هذه الحكومة لصدقنا خطابه ، لكن وجود الحزب في مركز القرار يكذب العنتري التي يقوم بها حاليا . فهل استفاق حزب الاستقلال
بعد أن كان ينفذ ( ولا زال) سياسات قهر المواطن ؟ أم تراه يحسب المغاربة بدون ذاكرة!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x