2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
استراتيجية المغرب في مكافحة الإرهاب

حسن قديم*
يواصل المغرب تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة، بعد أن نجح المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي ، الأسبوع الماضي، بناء على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إحباط مخطط إرهابي بالغ الخطورة كان يستهدف المغرب، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي.
واتخذت هذه الخلية، التي تم تفكيكها بتسع مدن مغربية، منطقة جبلية، كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء هذه الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
ومنذ أحداث الدار البيضاء الألمية في 16 ماي 2003، والتي خلفت ضحايا، دخل المغرب مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب، اعتمدت بشكل كبير على تكوين كفاءات أمنية عالية واستعمال تقنيات متطورة، وتنبي استراتيجية عالية الدقة لمواجهة الأخطار المحذقة بالمملكة.
نجح المغرب في تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية كانت تستهدف مؤسسات للدولة، في ضربات استباقية جنبت المملكة حمامات دم، كما نجح في نهج سياسة أمنية مبنية على اليقظة والقدرة على الوصول إلى دبابير هذه الخلايا، قبل تنفيذ مخططاتها الدموية، ليصبح بالتالي شريكا دوليا موثوقا فيه، ساهم في تأمين عدد من التظاهرات العالمية أولمبياد باريس 2024، وكأس العالم 2022، كما ساهم في تفكيك عدد من الخلايا خارج البلاد بتنسيق مع سلطاتها.
هذه النجاحات في تفكيك الخلايا الإرهابية برهنت على الاستباقية والاحترافية التي تتميز بها الأجهزة الأمنية المغرب، في حربها المستمرة ضد الإرهاب وللحفاظ على أمن واستقرار المملكة، جعلتها محط تنويه من الدول الغربية في أكثر من مناسبة، وعكست هذه الثقة التي يحظى بها المغرب توشيحات وأوسمة مرموقة من دول مختلفة نالها المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي نظير عمله وكفاءته على رأس المؤسسة الأمنية المغربية، جعلته يتبوأ منصب نائب رئيس الشرطة الدولية الانتربول.
أصبح شركاء المغرب الدوليين اليوم يدركون جيدا أن المملكة المغربية تشكل صمام أمان في مواجهة الإرهاب، بعد أن أثبتت مراراً قدرتها على تفكيك هذه الخلايا، في منطقة إقليمية متلهبة، وتعرف نشاطا كبيرا للجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والاتجار الدولي في المخدرات وتنامي نشاط الجماعات المتطرفة والانفصالية بالساحل والصحراء.
اللافت أيضا أن المغرب أضحى شريكا دوليا موثوقا فيه، وأحد ركائز الاستقرار بالمنطقة، واقتناع المنتظم الدولي أن المملكة أصبحت ركيزة أسياسية في مواجهة القلاقل الأمنية، وهي على حدود ملتهبة بمنطقة الصحراء والساحل، المعروفة بنشاط الجماعة المتطرفة.
كما نهجت المؤسسة الأمنية سياسية تواصلية مبنية على إخبار الرأي العام بكل التفاصيل الدقيقة، المرتبطة سواء بالجريمة أو تفكيك الخلايا، من خلال بلاغات بالغة الدقة والوضوح، أو عقد ندوات لكبار المسؤولين الأمنين لتسليط الضوء على تفكيك الخلايا النائمة وارتباطاتها الدولية، وتقديم المعطيات اللازمة، درءا لأي لبس أو قراءة خاطئة.
وتسعى التنظيمات الإرهابية من خلال استهدافها المغرب، إلى محاولة زعزعة استقرار المملكة ومسارها التنموي الناجح ومبادراتها الموجهة لإفريقيا، خاصة المبادرة الأطلسية، والتي أضحت صلة وصل بين ثلاث قارات- أوروبا، إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، ونموذجا يحتذى به.
إن المملكة المغربية وبفضل سياساتها الأمنية المبنية على الوضوح والاستباقية وبكفاءة الأطر والمسؤولين استطاعت أن تكون شريكا أمنيا يتمتع بمكانة متميزة دوليا، بفضل نجاح استراتيجيته الأمنية الكبرى في سياق إقليمي صعب.
*صحافي مغربي
الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.
المقاربة الامنية مهمة، لكن لا تكفي في محاربة الارهاب إذا لم تكن مصحوبة بمقاربات سيوسيولوجية علمية تتلمس دوافع الارهاب و طبيعةالفئات المنحرطة فيه من حيت مستواها الاجتماعي والثقافي والبؤر الحظرية التي تنمو فيها، ومحاصرتها في المهد عبر سياسة تروم تتقيف الشباب ضمن مناخ يشجع على الانتماء السياسي الهاذف والمرتبط بقضايا الوطن،وتخفيف الضغط على الاحزاب والنقابات والجمعيات، وإعلاء سلطة القانون ومحاربة الفساد.