2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شقير يكشف تأثير دعوات حل حزب “العمال الكردستاني” على “البوليزاريو”

ربط العديد من المهتمين والمتتبعين دعوة عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني لحل الحزب وإلقاء السلاح، ببروز توجه دولي يدفع في اتجاه الحد والإنهاء من التنظيمات المسلحة بمنطقة الشرق الأوسط.
ويرى العديد من المتتبعين أن دعوة الزعيم التاريخي لأعرق الأحزاب السياسية المسلحة بالمنطقة، سيكون له بشكل أو بآخر ارتدادات كبرى على جل التنظيمات المسلحة، بما فيها ميليشيات جبهة البوليزاريو، حيث كلما تقلص أو اندثر تنظيم مسلح إلا وزادت الرغبة الدولية في التحييد والتقليل من الباقي إما بالطرق الديبلوماسية أو العسكرية.
وتساءل البعض عن حجم ارتدادات التهيئة لحل حزب العمال الكردستاني المسلح، على باقي التنظيمات الانفصالية المسلحة، وخاصة جبهة البوليساريو.
الخبير العسكر والاستراتيجي، محمد شقير، اعتبر أن “مبادرة الزعيم التاريخي حزب العمال الكردستاني تأتي في سياق توجه عالمي يذهب في اتجاه الحد من التنظيمات السياسية المسلحة بالمنطقة، وهو توجه دولي يرتبط بالأساس بالخطورة التي أصبحت تشملها هذه التنظيمات بعدما أصبحت تختلط مع تنظيمات ارهابية متطرفة حيث أصبح من الصعب الفصل بين النزعات الانفصالية والتوجه الإرهابية خاصة في منطقة غير مستقرة كمنطقة دول الساحل”.
وأضاف ذات الخبير في الشؤون الاستراتيجية في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية التوجه الدولي الحالي في المنطقة “جاء بعد الاقتناع بصعوبة الاستمرار في تشجيع التنظيمات الانفصالية التي لا تقوى على تسيير الدول بعد انشاءها، وتصبح في تبعية لدول أخرى التي توظفها لمصالحها او تكون في تبعية لشركات كبرى تستغل حاجتها للتمويل لخدمة مصالحها في استغلال الثروات المعدنية او البترولية”.
وفيما يخص انعكاسات هذا التوجه على جبهة البوليزاريو، شدد شقير على ضرورة “وجود ارتدادات لهذا القرار كونه ناتج من توجه عالمي، غير أنه يجب التمييز بين البوليزاريو والحزب الكردستاني، بحكم غياب أي مجال للتشابه لا ايديولوجيا ولا عرقيا بين المنظمتين، فالبوليزاريو لا تستند لأي أرضية ايديولوجية او فكرية او عرقية، وهي حبيسة في عبارة ‘الشعب الصحراوي” فقط، حيث أن البوليزاريو هي تنظيم خلق بتوظيف سياسي من القذافي قبل أن يتراجع عن تسليحه، ومن طرف الجزائر في إطار نزاعها الإقليمي مع المغرب، وبالتالي فقرار إلقاء السلاح ليس في يد البوليزاريو لافتقاده اي استقلالية تنظيمية وعسكرية بل في يد السلطات الجزاءرية”.
وحول الأسباب التي دفعت أوجلان لالقاء السلاح بعد عقود من الصراع المرير، أشار ذات المتحدث إلى أن “موازين القوى الدائرة بين الدولة المركزية بتركيا وحزب العمال الكردساتني لعدة عقود، اقنعت اوجلان المعتقل لدى السلطات التركية بأن الحرب مع تركيا خاسرة بعد كل التضحيات التي قدمها هذا الحزب.كما أن المتغيرات التي عرفتها المنطقة خاصة بعد تغير الحكم بسوريا وصعود جهات سورية موالية او مساندة لتركيا والتي ساعدتها في الاطاحة بنظام الأسد الطائفي قد يكون قد زاد من اقتناع اجولان بفقدان الخلفية المالية التي يمكن أن تلجأ إليها قوات الحزب في حربها مع القوات التركية التي أصبحت تتوفر على أعلى الأسلحة لملاحقة المتمردين الأكراد، إضافة عدم قبول دول الإقليم كإيران او العراق بدولة كردية بالمنطقة”.