لماذا وإلى أين ؟

أساطير طنجة.. عروس المستنقع، من هرب نجا

أساطير طنجة، سلسلة يعدها الصحافي عبد الله الغول، تستكشف أغرب الحكايات الشعبية والأساطير التاريخية المتداولة حول مدينة طنجة… حلقاتها تجمع بين السرد الأسطوري والمعطيات التاريخية… تلتقون معها طيلة شهر رمضان في حلقات يومية مثيرة ومشوقة.

الحلقة 1:

في قلب الفولكلور الطنجاوي، تتوارث الأجيال حكايات عن كائنات غامضة تتخذ من المستنقعات مساكن لها، وأخطرها تلك التي تتجسد في هيئة امرأة فاتنة، تُعرف بين الأهالي باسم “عروس المستنقع”. ويُقال إن من يقترب منها ليلاً قد يقع في شَرَكِها، فلا يعود كما كان، بل يصبح أسير سحرها المدمر.

تقول روايات شعبية لفريدا كيربي غرين من طنجة نشرت في كتاب بعنوان “فولكلور من طنجة” نشر سنة 1908؛ إنه عند السير ليلاً بجانب المستنقعات الطينية المنتشرة على أطراف طنجة، قد يسمع المارّ صرخة حادة تشبه زغاريد العرس، لكنها ليست سوى نداء مخادع. 

وإذا اقترب الشخص، سيرى امرأة جميلة، غارقة حتى صدرها في الطين والماء، برداء فاخر وشعر ينساب على كتفيها كسيلٍ أسود. تنظر إليه بعينين واسعتين يختلط فيهما الحزن بالإغراء، ثم تنطق بكلمات ناعمة ترجوه أن ينقذها.

هنا يكون القرار مصيرياً: إن هرب، نجا، وإن مدّ يده، انتهى أمره.

الزواج الملعون

يحكي الكتاب عن رجال في القرى المحيطة بطنجة وقعوا ضحية “عروس المستنقع”. أولئك الذين استجابوا لندائها لم يعودوا طبيعيين بعدها. الروايات المتناقلة تحكي أنهم تزوجوا بامرأة لا يراها أحد سواهم، ويتحدثون عنها كما لو كانت حقيقية. لكنها لم تكن إلا كائناً شيطانياً يسلبهم عقولهم ويدفعهم للقيام بتصرفات مجنونة، خاصة عند اقترابهم من مصادر المياه. بعضهم غرق في ظروف غامضة، وآخرون ظلوا هائمين على وجوههم، يرددون أسماء غير مفهومة.

ويُقال إن بعض الفقهاء (الطُلبة) حاولوا إنقاذ هؤلاء الرجال من سيطرة “عروس المستنقع” عبر طقوس خاصة لطرد الجن، لكن نجاحهم لم يكن مضموناً. فبعض الأرواح، كما يُقال، لا تخضع لأي قوة، سوى قوة الله وحده.

بين الأسطورة والواقع

هل هي مجرد خرافة خيالية تحذّر من مخاطر المستنقعات، أم أن هناك قصصاً حقيقية دفعت الناس للإيمان بها؟ 

في كل الأحوال، تبقى “عروس المستنقع” جزءاً غامضاً بقي حبيس رفوف التراث الطنجاوي، تثير الرعب في النفوس، وتحذّر كل من يسير وحيداً ليلاً: لا تستجب للنداء، وإلا أصبحت أسيراً للأبد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
2 مارس 2025 20:19

مسالة الارواح والاشباح والخوارق مع تطور التكنولوجيا، اصبحت واقعا مرئيا تسجله الكامرات صوتا وصورة عبر انحاء العالم، مما يعني ان هناك عالما موازيا حقيقيا لا زال غامضا ولا نعرف القوانين التي تتحكم فيه الى اليوم، ويعجز العلم عن تفسيره لحد الساعة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x