لماذا وإلى أين ؟

إعتقالات سياسية”.. نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي

نستهل سلسلتنا الرمضانية التي اخترنا لها عنوان “اعتقالات سياسية” بالحديث عن قصة اعتقال ومتابعة وسجن أحد أشهر القيادات النقابية في تاريخ الحركة العمالية في المغرب، الزعيم التاريخي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل وقائدها منذ تأسيسها عام 1978، محمد نوبير الأموي الذي ولد سنة 1936 في ضاحية مدينة بن أحمد وتوفي يوم 07 شتنبر من سنة 2021.

فالزعيم النقابي الذي سنسلط الضوء على قصة اعتقاله ومتابعته ومحاكمته وسجنه، درس في كتاب لتحفيظ القرآن قبل أن يلتحق بمدرسة في الدار البيضاء، وتابع دارسته في جامعة ابن يوسف بمراكش ثم بجامعة القرويين بفاس. وبدأ مساره المهني مدرسا للمرحلة الابتدائية ثم التحق بعد سنوات بشعبة التفتيش التربوي.

وانخرط الأموي مبكرا في حزب الاستقلال الممثل للشريحة الكبرى من الحركة الوطنية في عهد الاستعمار الفرنسي. وبمجرد التحاقه بالتعليم، انضم إلى النقابة التاريخية التي شكلت آنذاك الجناح النقابي للحركة الوطنية (الاتحاد المغربي للشغل)، قبل أن يختاره الزعيم السياسي المهدي بن بركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالرباط في 1963.

شكلت محطة خروج محمد نوبير الأموي عن خط “الاتحاد المغربي للشغل”، بعد صدامات مع المحجوب بن الصديق، مرحلة بارزة في تاريخ العمل النقابي المغربي، حيث أسس خلال 25 و26 نونبر من سنة 1978 بمعية “رفاق اتحاديين” نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. لتبدأ قصة المعني بالأمر مع الاعتقالات والمضايقات.

وعلى طول سنوات الاشتغالات النقابية، شكل إضراب سنة 1981، الذي أطلق البصري على ضحايا “شهداء كوميرا”، اصطداما قويا لنقابة “السي دي تي” بوزير الداخلية إدريس البصري، ومهد انطلاقة سلسلة من المواجهات بين الطرفين، خاصة أن الأموي سجن بعدها لعامين ما عزز مكانته في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

حركية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بقيادة نوبير الأموي لم تتوقف احتجاجيا، حيث دعمت خرجات المواطنين الاحتجاجية في مناطق الشمال والريف والشرق ومراكش سنة 1984، لتعود النقابة إلى البروز في أحداث سنة 1990 بفاس، عقب خروج فئات عريضة للاحتجاجات التي انتهت دامية بوفيات كثيرة في صفوف المحتجين.

بعدها سيكون الأموي على موعد مع حكم بالسجن من جديد، عقب نبرة انتقاده القوية للحكم، في حوار مع جريدة “إلبايس” سنة 1992، وصف فيه الحكومة وأعضاءها بـ”القطاطعيّة”، أو ما ترجم إلى الإسبانية بـ”منغانطيس”، وكانت محاكمته بارزة آزره فيها 1300 محام. وهي ما سنحاول إبراز تفاصيلها في الحلقات المقبلة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x