لماذا وإلى أين ؟

احتفالات كبرى في سبتة ومليلية بقدوم رمضان تعكس امتدادهما المغربي

تشهد مدينتا سبتة ومليلية المحتلتين استعدادات كبيرة لاستقبال شهر رمضان، حيث تزينت شوارعهما بالزينة والأضواء احتفاءً بهذه المناسبة الدينية المهمة، على غرار مختلف المدن المغربية، الأمر الذي يعكس ارتباط المدنيتين بالمغرب والثقافة والتقاليد المغربية الإسلامية رغم الواقع السياسي. 

ويعكس الاحتفاء الكبير برمضان في سبتة ومليلية عمق الامتداد الثقافي والديني المغربي، حيث تعتمد الجاليتان المسلمتان في المدينتين على رؤية الهلال في المملكة المغربية لتحديد بداية الشهر الفضيل، وليس وفق التقويم السعودي كما هو الحال في جميع أنحاء إسبانيا. ووفقاً للجنة الإسلامية في مليلية، فإن رمضان هذا العام يبدأ يوم الأحد 2 مارس، بعد تعذر رؤية الهلال مساء الجمعة، وهو ما يتماشى مع بلاغ وزارة الأوقاف المغربية.

وقالت صحيفة “إل فارو” المحلية، أن حي “بيرمودو سوريانو” بسبتة المحتلة، عرف تثبيت خمسة أقواس مضيئة، إلى جانب لافتة تحمل عبارة “رمضان سعيد”، كما زُينت الشوارع بأكثر من 200 متر من الأضواء والديكورات الرمضانية. هذه الاستعدادات لم تقتصر على المظاهر الاحتفالية، بل شملت أيضاً عمليات صيانة وتنظيف وتحسين للبنية التحتية، مما يعكس مدى أهمية هذا الشهر الكريم لدى المسلمين في المدينتين.

ومن بين الإنجازات المهمة التي تحققت هذا العام في سبتة، الانتهاء من أعمال تجديد مسجد “الإشراق”، الذي بات يستوعب أكثر من 200 مصلٍ، بعد سنوات من المطالبات بتحسينه. كما يُنتظر استكمال المرحلة الثانية من أعمال الترميم، والتي تشمل استبدال أحد الأسقف بمواد أكثر أماناً. هذه الجهود تعكس الاهتمام الكبير بالمؤسسات الدينية وتحسين ظروف العبادة للمسلمين في المدينة.

أما في مليلية، فقد أصدرت اللجنة الإسلامية بياناً تهنئ فيه المسلمين بحلول الشهر الكريم، مؤكدةً على قيم الصيام، والتأمل، والتراحم بين أفراد المجتمع. كما تم إطلاق حملة لجمع التبرعات وتوزيع المساعدات الغذائية لضمان أن تعيش جميع العائلات المسلمة في المدينة أجواء رمضان بكرامة، وهو ما يعكس روح التضامن السائدة خلال هذه الفترة.

ويتميز شهر رمضان في سبتة ومليلية المحتلتين بأجواء خاصة، حيث يشارك فيه المسلمون وغير المسلمين على حد سواء في الاحتفالات الرمضانية، ما يعكس التعايش الفريد الذي يميز المدينتين. وبفضل هذه العادات والتقاليد، يظل رمضان في سبتة ومليلية حدثًا استثنائيًا يؤكد على هويتهما الثقافية والدينية المتجذرة في الامتداد المغربي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x