“نساء الإسلام”.. بدأ الإسلام في حضن امرأة حبيبة (ح 1)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة الأولى: أول من اقتنع بالإسلام وبرسالة محمد.. امرأة

في هذه الحلقة، سيتم تناول واقعة أول من اعتنق الإسلام واقتنع برسالة الرسول محمد (ص) والتي هي امرأة، وبالضبط زوجته الأولى خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية، والتي لُقبت فيما بعد بـ “أم المؤمنين”.

بدأ الأمر عندما تلقى الرسول محمد الوحي لأول مرة في سنة 610 ميلادي في غار حراء، وهو الغار الذي كان يختلي فيه باستمرار، وكان عمره 40 سنة آنذاك، عاد مضطربا لبيته.

وفور وصوله للبيت أحنى رأسه وقال “زملوني، زملوني” فغطته خديجة بعباءة ونام..

وأكد لها حينها أنه ليس بشاعر وليس مجنون، وإنما نبي جديد بعدما نزل عليه الوحي من جبريل، وكانت خديجة قرأت العديد من الكتب القديمة، وتعرف تاريخ الأنبياء كما كانت على علم باسم جبريل.

وقال محمد يوما أثناء أحد النقاشات الطويلة التي كانت تحصل بينه وبين خديجة عقب كل مرة يظهر له جبريل “من سوف أدعو؟ من سوف يؤمن بي؟”، لتهتف زوجة الرسول وهي جد سعيدة ببداية تقبه الأمر كنبي ورسول “تستطيع أن تدعوني أنا على الأقل، وقبل كل الناس الآخرين، لأني أومن بك”، وكان النبي حينها سعيدا، وقدم الصيغة إلى خديجة التي آمنت به، وهي الصيغة التي ستسمى فيما بعد بالشهادتين “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”.

وهكذا “بدأ الإسلام في حضن امرأة حبيبة” كم تصف الأمر الرائدة في السوسيولوجيا المغربية فاطمة المرنيسي في أشهر مؤلفاتها “الحريم السياسي – النبي والنساء”.

وبعد موت خديجة، سوف يبحث الرسول عن الحب قرب نساء آخريات وما اعترى ذلك من مواقف عدة: مخاصمات، غيرة، أدوار سياسية واقتصادية.. حيث كان الرسول مركز اهتمام نساء جميلات وذكيات عديدات، حسب تعبير المرنيسي..

يُتبع..