2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
”كن خائنا تكن أجمل”.. كتاب ينصح المقبلون على الزواج بتجنّب قراءته (الحلقة1)

” كتاب أثار جدلا” رحلة في عالم الأفكار الممنوعة، سلسة تنشر على شكل حلقات طيلة شهر رمضان في ”آشكاين”، تتناول مؤلفات خلقت ضجة كبيرة، في السياسة، في الدين، كما في قضايا اجتماعية.
هذه الكتب دفعت مؤلفيها أثمانًا باهظة، بلغت حد التكفير والتهديد بالقتل وتنفيذه أحيانا، وتارة أخرى تدخلت الرقابة وبقيت هذه المؤلفات ممنوعة من التداول لسنوات.
لكنها في المقابل أحدثت ثورة فكرية وخلخلت مفاهيم كانت بمثابة طابوهات لفرات طويلة.
سيكون قراء ومتابعو جريدة “آشكاين” على موعد مع هذه السلسلة طوال أيام شهر رمضان.
الحلقة الأولى: ”كن خائنا تكن أجمل”
رواية “كن خائنا تكن أجمل” للكاتب الأردني عبد الرحمن مروان حمدان أثارت جدلاً واسعاً منذ صدورها، وتدور أحداثها حول شاب يدعى عبد الله يقع في حب فتاة اسمها روان، ويتزوجها رغم معارضة والده.
إلى جانب عنوان الرواية الجذاب وغير التقليدي، وصورة الغلاف الفريدة التي تثير الكثير من الفضول؛ نصح الكاتب، في الصفحة الأولى، المقبلين على الزواج بعدم قراءتها، محمّلاً إياهم مسؤولية نتائج ذلك إن هم خالفوا تحذيره.
تبدأ القصة عندما يحصل عبد الله على وظيفة أحلامه كأستاذ في المدرسة التي تلقى فيها تعليمه الابتدائي، في إحدى ضواحي عمّان بالعاصمة الأردنية. كانت البدايات مليئة بالحماس والاجتهاد، حيث حرص عبد الله على بناء علاقة طيبة مع التلاميذ وزملائه، باستثناء أستاذة واحدة لاحظ منها بعض الاستعلاء، لكنه لم يعطِ الأمر أهمية تُذكر.
مع مرور الوقت، اضطر عبد الله إلى التعامل مع تلك الأستاذة بحكم طبيعة العمل، وتدريجيًا تطورت علاقتهما. أعطته روان رقم هاتفها للتواصل المهني، ولكن سرعان ما تجاوزت علاقتهما حدود الزمالة، وأصبحا يتبادلان الحديث حول تفاصيل حياتهما وهمومهما اليومية. لم يستغرق الأمر طويلًا حتى وقع كل منهما في حب الآخر.
قرر عبد الله أن يسرع بخطبتها والزواج منها قبل أن يخسرها لصالح رجل آخر. لكن الفكرة قوبلت بالرفض القاطع من والد عبد الله، الذي اعتبر أن مستوى عائلة روان لا يتناسب مع مكانة عائلتهم المرموقة. روان كانت لاجئة تعيش في أحد المخيمات، بينما كان عبد الله ابن أسرة ذات سمعة طيبة.
رغم توسلات عبد الله، رفض والده بشدة وأغلق كل أبواب الإقناع. حينها وجد عبد الله مخرجًا: أوهم والدته أن والده وافق على الزواج ووكّلها بإتمام الخطبة. وبالفعل، تمت الخطبة ومُهد الطريق نحو الزفاف. غضب والد عبد الله بشدة عند اكتشاف الأمر واتهم زوجته بالتواطؤ، لكنها استطاعت تبرئة نفسها.
ومع الوقت، تغيّر موقف الأب تجاه روان بعد أن لمس أخلاقها العالية ومعاملتها الحسنة. وصل به الحال إلى تمنّي لو أنه كان من تقدم لخطبتها بنفسه. عاش الزوجان بسعادة ورُزقا بولدين.
لاحقًا، حصل عبد الله على فرصة عمل مغرية في السعودية فانتقل مع أسرته لتبدأ مرحلة جديدة من حياتهما هناك. لكن مع حمل روان بطفل ثالث، اشتعلت الخلافات بينهما خاصة أن عبد الله كان قد عارض ذلك بسبب ظروفه المالية غير المستقرة. بدأت الشكوك تتسلل إلى قلبه للمرة الأولى منذ زواجهما.
كان الشك الأكبر متعلقًا بماضي زوجته حين لم يظهر أي دليل على عذريتها ليلة الزفاف، حيث ادعت حينها أن السبب هو غشاء مطاطي لا يسيل منه الدم. وبينما كانت هذه الأفكار تطارد ذهنه، وقعت الكارثة الكبرى عندما اكتشف رسالة غرامية عبر هاتف روان من رجل مجهول يقول إنه يفتقدها ويتساءل عن سبب عدم ردّها عليه.
واجه عبد الله زوجته التي أنكرت الاتهام بشدة وزعمت أن الرسالة أرسلت لها كنوع من المزاح من أختها. لكن عبد الله لم يقتنع وقرر التحقق بنفسه، فتبين له أن الرسالة مرسلة من محامٍ كانت تعمل لديه روان كسكرتيرة قبل سنوات طويلة. كانت الصدمة قاسية؛ اكتشف عبد الله أن زوجته استغلّت ثقة قلبه العمياء طيلة 12 عامًا وخدعته بشأن عذريتها وماضيها.

قرر الطلاق بهدوء دون فضح الأمر أمام العائلة أو الأقارب رغم الضغوط التي مارسها أبواه لإعادتها والحفاظ على أسرته. دخل عبد الله في دوامة من الحزن الشديد الذي أثر جسديًا ونفسيًا عليه وأفقده القدرة على متابعة حياته بشكل طبيعي. تدهورت حالته الصحية سريعًا نتيجة ذلك، حتى أنه توفّي وحيدًا في شقته بالرياض دون أن يلاحظ أحد غيابه إلا بعد أيام من انتشار رائحة جثته.
ذهب عبد الله تاركًا وراءه سرًّا دفنه معه إلى الأبد؛ سرّ الخيانة التي كسرت قلبه وجعلته يموت في غربة قاتمة بلا دعم ولا عزاء.
أما بالنسبة لروان، فقد انتهت حياتها الاجتماعية والنفسية بفصل جديد من الألم: أثناء ولادتها طفلها الثالث تعرّضت لمضاعفات أجبرتها على إجراء عملية لاستئصال الرحم. ثم تعرضت لاحقًا لحادث سيارة مروّع أدى إلى إصابتها بشلل كامل، مما أجبرها على قضاء بقية حياتها على كرسي متحرك بعجلتين. ولكن المصائب لم تتوقف عند هذا الحد، فكان مصيرها مأساويًا للغاية. ففي أحد الأيام، وبينما كانت في المطبخ، اندلع حريق هائل في المنزل أدى إلى وفاتها بطريقة مؤلمة.
وتنتهي الرواية بشكل أكثر مأساويا، حيث تأثر الراوي بما وقع لصديقه عبد الله، فأصابه المرض وصار عصبيا وسريع الغضب، بل صار يمقت زوجته ويراقب هاتفها إلى أن طلقها، بعد أن خانها مرات ومرات، انتقاما لعبد الله.
الرواية في المجمل تحمل طابعاً واقعياً يجمع بين الرومانسية المأساوية والرسائل العميقة. بأسلوب سلس ومليء بالمشاعر، نجح الكاتب في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة مثل النفاق الاجتماعي والتباين الطبقي والثقة والخيانة أيضا.