لماذا وإلى أين ؟

إعتقالات سياسية”.. “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي

لم يكن اعتقال محمد نوبير الأموي سنة 1992 ومحاكمته بسبب وصف أعضاء الحكومة بـ”القطاطعيّة”، والتي سنتناول تفاصيلها في قادم من الحلقات، إلا واحدة من سلسلة من المواجهات مع السلطة، حيث أن كتاب “فصول من سيرة مناضل استثنائي” يشير إلى أن أول مواجهة لنوبير الأموي مع السلطة، كان يوم في 11 دجنبر من عام 1961، حين تعرض لاعتداء وصف حينها بـ”القمعي” من طرف قوات الأمن أمام مستشفى ابن سينا بالرباط أثناء حركة الدعوة للإضراب العام للعمال، فأدين على إثرها بستة أشهر حبسا نافذة، واستأنف الحكم دون اعتقاله.

وكان هذا الحدث سببا مباشرا في دخول نوبير الأموي لمجال السياسة وانقطاعه عن متابعة دراسته الجامعية، ليتفرغ لنضاله النقابي والسياسي، حيث قاد يوم 12 أكتوبر من عام 1962، حملة احتجاجية لإنقاذ التلاميذ المطرودين من مدارس الرباط، وتقدم بمشروع إلى الوزارة حول الوضعية التعليمية من منظور آباء التلاميذ. وبعد ستة أيام، قاد مسيرة احتجاجية أخرى مكونة من الآباء والتلاميذ احتجاجا على السياسة التعليمية، فاعتقل رفقة ثمانية من الآباء وأصدر في حقه حكما بستة أشهر حبسا نافذا.

وفي السنة ذاتها، خاض محمد نوبير الأموي معركة مقاطعة الاستفتاء على أول مشروع للدستور، بعدما أفلت من الاعتقال رغم الحكم عليه، في السابع من دجنبر من سنة 1962. وبعد ذلك بأربعة أشهر، أي في مارس 1963، عينه المهدي بنبركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالرباط لإعادة تصحيح الوضع النقابي، لكنه قرر الاختفاء منذ 16 يوليوز إلى حدود شهر أكتوبر، بسبب حملة الاعتقالات التي استهدفت الاتحاديين والنقابيين.

وفي منتصف ليلة 25 أكتوبر من نفس السنة، حاصر ما سمي في بعض المراجع التاريخية “البوليس السري” منزله بالرباط، فتمكن من الفرار، ليقرر العودة وتقديم نفسه بعد أسبوع، ليتم التحقيق معه ووضعه تحت المراقبة الدائمة.

وسنحاول في حلقة يوم غد الثلاثاء رسم معالم القضية التي سنتناولها في بعض حلقات هذه السلسلة، والمتعلقة أساسا باعتقال محمد نوبير الأموى، على خلفية حوار مع جريدة “إلبايس” سنة 1992، باعتبار أن هذه المحاكمة كانت بارزة آزره فيها 1300 محام وشهدت أحداث تستحق أن تروى عند الجديث عن الإعتقالات ذات الطبيعة السياسية.

الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x