2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
إعتقالات سياسية”.. “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي

“إعتقالات سياسية” سلسلة رمضانية يعدها الصحافي؛ محمد دنيا، تسلط الضوء على عدد من الإعتقالات والمتابعات والمحاكمات ذات الصبغة السياسية منذ استقلال المغرب، ستغوص بقراء ومتتبعي صحيفة “آشكاين” الإخبارية في التفاصيل الدقيقة لكل قصة من القصص التي أثارتا جدلا سياسيا، حقوقيا وقانونيا في المغرب.
تهدف السلسلة إلى تسليط الضوء على بعض القضايا التي طبعت تاريخ المغرب ووصفت بـ”الإعتقالات السياسية”، يعرف بعضها ويتداول إعلاميا؛ لكن تفاصيلها لا يعلمها إلا القليل من المواطنين الذين ستكون هذه فرصتهم للتعرف على تفاصيل الأحداث ومناقشتها واستنتاج العبر منها.
الحلقة 2: “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي
لم يكن اعتقال محمد نوبير الأموي سنة 1992 ومحاكمته بسبب وصف أعضاء الحكومة بـ”القطاطعيّة”، والتي سنتناول تفاصيلها في قادم من الحلقات، إلا واحدة من سلسلة من المواجهات مع السلطة، حيث أن كتاب “فصول من سيرة مناضل استثنائي” يشير إلى أن أول مواجهة لنوبير الأموي مع السلطة، كان يوم في 11 دجنبر من عام 1961، حين تعرض لاعتداء وصف حينها بـ”القمعي” من طرف قوات الأمن أمام مستشفى ابن سينا بالرباط أثناء حركة الدعوة للإضراب العام للعمال، فأدين على إثرها بستة أشهر حبسا نافذة، واستأنف الحكم دون اعتقاله.
وكان هذا الحدث سببا مباشرا في دخول نوبير الأموي لمجال السياسة وانقطاعه عن متابعة دراسته الجامعية، ليتفرغ لنضاله النقابي والسياسي، حيث قاد يوم 12 أكتوبر من عام 1962، حملة احتجاجية لإنقاذ التلاميذ المطرودين من مدارس الرباط، وتقدم بمشروع إلى الوزارة حول الوضعية التعليمية من منظور آباء التلاميذ. وبعد ستة أيام، قاد مسيرة احتجاجية أخرى مكونة من الآباء والتلاميذ احتجاجا على السياسة التعليمية، فاعتقل رفقة ثمانية من الآباء وأصدر في حقه حكما بستة أشهر حبسا نافذا.
وفي السنة ذاتها، خاض محمد نوبير الأموي معركة مقاطعة الاستفتاء على أول مشروع للدستور، بعدما أفلت من الاعتقال رغم الحكم عليه، في السابع من دجنبر من سنة 1962. وبعد ذلك بأربعة أشهر، أي في مارس 1963، عينه المهدي بنبركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالرباط لإعادة تصحيح الوضع النقابي، لكنه قرر الاختفاء منذ 16 يوليوز إلى حدود شهر أكتوبر، بسبب حملة الاعتقالات التي استهدفت الاتحاديين والنقابيين.
وفي منتصف ليلة 25 أكتوبر من نفس السنة، حاصر ما سمي في بعض المراجع التاريخية “البوليس السري” منزله بالرباط، فتمكن من الفرار، ليقرر العودة وتقديم نفسه بعد أسبوع، ليتم التحقيق معه ووضعه تحت المراقبة الدائمة.
وسنحاول في حلقة يوم غد الثلاثاء رسم معالم القضية التي سنتناولها في بعض حلقات هذه السلسلة، والمتعلقة أساسا باعتقال محمد نوبير الأموى، على خلفية حوار مع جريدة “إلبايس” سنة 1992، باعتبار أن هذه المحاكمة كانت بارزة آزره فيها 1300 محام وشهدت أحداث تستحق أن تروى عند الجديث عن الإعتقالات ذات الطبيعة السياسية.
يتبع ..
الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي