2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في خطوة أفشلت خطط أعداء الوحدة الترابية للمغربية خلال حفل تنصيب الرئيس الجديد في الأوروجواي، تجاهل ملك إسبانيا، فيليبي السادس، تمامًا زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، مما أثار العديد من التساؤلات حول دلالات هذه الإيماءة.
وبينما كان خصوم المغرب، وبينهم وزيرة العمل الإسبانية يولاندا دياز المعروفة بالبوليميك والخطابات المعادية للمغرب، يأملون في التقاط صورة تجمع بين الملك الإسباني وزعيم الانفصاليين غالي لاستغلالها سياسيًا ضد المغرب وتحقيق فوز وهمي في معركة من معارك الصور، جاء رد فعل الملك الإسباني ليُفشل هذه المحاولة.
غالي، الذي ظهر مبتسمًا بجانب دياز في صورة ترويجية، حاول أعداء الوحدة الترابية استغلالها للتشويش على العلاقات بين المغرب وإسبانيا. ولكن العكس تمامًا حدث عندما تجاهل الملك فيليبي السادس غالي ولم يلتفت إليه، بل اكتفى بمصافحة دياز، التي لطالما اتسمت مواقفها بالعداء تجاه المغرب. هذا التجاهل حسب متتبعين للشأن السياسي الدولي لم يكن مجرد صدفة، بل كان رسالة دبلوماسية واضحة.
السياق التاريخي للعلاقات المغربية الإسبانية يعكس أهمية هذا الحدث. فالمغرب قد مر بفترات توتر دبلوماسي مع إسبانيا، خاصة بعد استضافة مدريد لزعيم البوليساريو في 2021، وهو ما أثار غضب المغرب. ورغم محاولات إسبانيا في وقت لاحق تحسين العلاقات عبر دعم خطة الحكم الذاتي المغربية، لا تزال هناك أزمات دبلوماسية متجددة بين البلدين، وتصرف الملك فيليبي يظهر بالملموس أنه لا يعتزم الدخول في أي صراع مع المغرب على حساب زعيم الجبهة الانفصالية.
التصريحات الأخيرة للصحفي بولينو روس لوسائل إعلامية، توضح أن الصورة التي حاول البعض نشرها لا تحمل أي دلالة سياسية. فإسبانيا لم تغيّر موقفها تجاه قضية الصحراء المغربية، وهو ما أكده المسؤولون الإسبان مرارًا. كما أشار روس إلى أن محاولات إظهار الملك الإسباني في صورة مع غالي لم تكن إلا جزءًا من حملة إعلامية فاشلة من قبل مؤيدي البوليساريو.
علاوة على ذلك، وعكس ما حاول داعمو الجبهة الانفصالية وأعداء الوحدة الترابية للمغرب ترويج حول مصافحة الملك فيليبي لغالي، فإن غياب أي صورة له وهو يصافحه، والتي في حالة وجودها كان هؤلاء سيقومون بنشرها على نطاق واسع، مما يؤكد بالملموس تجاهل العاهل الإسباني لزعيم البوليساريو.
في النهاية، يظهر أن ملك إسبانيا قد نجح في تجنب الوقوع في فخ استغلال الصورة لصالح خصوم الوحدة الترابية المغربية. هذا التفاعل غير المباشر يؤكد التزام إسبانيا الرسمي بسياسة دعم مخطط الحكم الذاتي، ويجعل من الصورة التي أرادها البعض مع غالي مجرد محاولة فاشلة لن تؤثر على علاقات المغرب مع إسبانيا.