وزير خارجية إسبانيا يخرج عن صمته بخصوص “دعم” ترمب المغرب لاسترجاع سبتة ومليلية

أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن العلاقات ”الجيدة” بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمغرب لن تؤثر على وضع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.

جاءت تصريحات ألباريس في مقابلة تلفزيونية على قناة “تيليسينكو”، حيث أوضح أن “المغرب بلد صديق وشريك استراتيجي، والولايات المتحدة كانت تاريخياً الحليف الطبيعي لجميع الأوروبيين”.

وأضاف ألباريس أن المدينتين المحتلتين “متكاملتان بشكل مثالي في إسبانيا، وهذا واضح للجميع”.

وأشار الوزير الإسباني إلى إعادة فتح مكتب الجمارك في مليلية مؤخراً، وافتتاح مكتب جديد في سبتة، وذلك وفقاً للاتفاقيات المبرمة مع الرباط. كما سلط الضوء على التعاون الوثيق بين البلدين في مكافحة الهجرة والإرهاب، والأرقام التجارية الجيدة، حيث سجلت التجارة بينهما “رقماً قياسياً تاريخياً” بلغ 25 مليار يورو.

تأتي تعليقات ألباريس، بعد أن أثارت امكانية اعتراف الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، بمغربية سبتة و مليلية كما فعل خلال سنة 2020 باعترافه بمغربية الصحراء (أثارت) هواجس لدى الجارة إسبانيا.

في السياق ذاته، أوردت جريدة “اسبانيول” البارزة أن ذلك خلق مخاوف لدى أوساط عسكرية وأمنية إسبانية. مشيرة إلى أن هذه المخاوف وصلت حد الخشية من تنظيم ”مسيرة خضراء جديدة” لتحرير الثغرين المحتلين.

وتخشى مدريد، وفق الوسيلة الإعلامية عينها، من التقارب الذي يحصل بين الرباط واشنطن وتعميق تحالفهما، مما قد تكون له تداعيات مباشرة على المدينتين.

ومضت الصحيفة أن المغرب يتطلع للاستمرار في توسيع التعاون العسكري الذي شهد تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، تعززت اللقاءات بين قيادات عسكرية أمريكية ومغربية، مثل اجتماع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال كيو براون والمفتش العام للقوات المسلحة المغربية محمد بريظ.

وزادت ” الاسبانيول” بأن خبراء أمنيون إسبان يحذرون من سيناريو محتمل لتنظيم “مسيرة خضراء جديدة” بدعم أمريكي مشابهة لما حدث سنة 1975. كما تبرز نقطة ضعف استراتيجي للمدينتين كونهما لا تخضعان للحماية المباشرة من حلف شمال الأطلس.

في المقابل، قالت الصحيفة إن ترامب منذ توليه الرئاسة مجددًا، أظهر برودًا تجاه إسبانيا، منتقدًا إنفاقها الدفاعي ومهددًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100٪ على وارداتها. كما أزال الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض باللغة الإسبانية واستثنى إسبانيا من أولوياته الدبلوماسية.

وتضيف الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أعطى الأولوية للعلاقة مع المغرب في أجندته الخارجية. وعقب محادثات بينه وبين نظيره المغربي ناصر بوريطة، أكدت الرباط على الشراكة الاستراتيجية المتينة بين البلدين. تضيف الصحيفة الإسبانية.

في سياق متصل، أوردت الصحيفة مضامين تقرير صادر سنة 2023 عن المركز الأعلى لدراسات الدفاع الوطني (Ceseden) التابع لوزارة الدفاع الإسبانية، حيث ذكر أن الولايات المتحدة المغرب، تعد شريكًا إقليميًا أهم من إسبانيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

كما أشارت الصحيفة إلى احتمالية دعم ترامب للمغرب وإبعاده لإسبانيا من خارطة الأولويات الدبلوماسية والعسكرية، ما يثير شكوكًا متزايدة حول مصير سبتة ومليلية.