2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشفت صحيفة “لاراثون” الإسبانية أن المغرب يدرس، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، تشييد مطار عسكري في أقصى جنوب الصحراء الكبرى، تتمثل مهمته في شن ضربات جوية باستخدام طائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة ضد قواعد الجهاديين في منطقة الساحل.
ورغم أن المغرب يعتبر من بين الدول الفاعلة في مجال مكافحة الإرهاب عبر تفكيك خلايا ومساعدة دول في ذلك، إلى أن انخراط المملكة في مشروع ضخم كهذا يثير الكثير من التساؤلات عن واقعية ذلك، علاوة على دلالات اختياره من دول كبرى كشريك لبناء قاعدة عسكرية من هذا النوع؟

في هذا السياق، اوضح الخبير العسكري، بعد الرحمان مكاوي، أن “التنسيق العسكري والاستخبارات بين المملكة المغربية ودول التحالف الساحل، ممثلة في كل من مالي، النيجر، بوركينا فاسو، والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، في مواجهة الإرهاب هو أمر قائم الآن رغم عدم خروجه إلى العلن”.
وأوضح مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “الجماعات الإرهابية كـ”داعش” في الصحراء الكبرى، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وجماعة ماسينا، و”بوكو حرام”، تتحرك على شكل جيوش صغيرة في منطقة مساحتها 9 ملايين و700 ألف كيلومتر مربع التي تشكل مساحة الصحراء الكبرى”.
ونبه إلى أنه “من الناحية العملياتية من خلال هذا التحالف الجديد الذي سيبرز ويعلن عنه في المستقبل، القاضي بضرورة بناء بنيات لوجستيكية لمواجهة واجتثاث والهجوم على معاقل هذه الجماعات الإرهابية، خاصة في منطقة ميناكا، ومنطقة موبتي ، وكذلك الأزواد”.
وأشار الخبير العسكري نفسه إلى أن “المغرب كدولة مستهدفة من طرف هذه الجماعات سيلعب دورا مهما في قيادة هذه العمليات، من خلال قاعدة عسكرية تبنى سواء في جنوب مالي أو النيجر، حيث رست بعض المعلومات الاستخباراتية على بحيرة تشاد كقاعدة عسكرية للطائرات المسيرة الأمريكية الضخمة، والفرنسية، وطائرات مسيرة مغربية”.
وأضاف أن “بناء هذه القاعدة العسكرية الهجومية على معاقل الإرهاب التي أصبحت جيوشا متحركة تتوفر على صواريخ مضادة للطائرات ومدفعية ولوجيستيك ودبابات صغيرة، وتقف وراءها دول تدعمها ماليا وعسكريا واستخباراتيا”.
ويرى مكاوي أن “هذا الموقف المغربي مع الدول المذكورة سيأتي بناء على تنسيق محكم مع دول التحالف بدول الساحل، مالي والنيجر وبوركينا فاسو، للانخراط في اجتثاث ومواجهة الإرهاب واستقرار الأمن، وبناء تنمية مستدامة في هذه المنطقة”.
وأكد أن “المغرب بلد ضحية لهذه الآفة الاجتماعية، وسيعمل على تقديم المساعدة لبناء هذه القاعدة في الصحراء الكبرى في دول الساحل، خاصة أن مصالحه التجارية والاقتصادية في المنطقة، مهددة من طرف الكثير من هذه الجماعات، إضافة إلى جماعات الجريمة المنظمة التي تعرقل انتظام واضطراد التجارة بين المغرب وهذه الدول”.
وخلص إلى أن “مشروع المبادرة الأطلسية الرامية لفك العزلة على الدول الخمسة في الساحل وغرب إفريقيا، لن يمكن من بناء تجمع اقتصادي وإقلاع تنموي في المنطقة دون استتباب الأمن والاستقرار في هذا الفضاء الشاسع من الصحراء الكبرى”.