لماذا وإلى أين ؟

قفة رمضان تجسيد لقيم التضامن والتآزر في المجتمع المغربي

في كل عام، و مع حلول شهر رمضان المبارك، ينبض المغرب بروح التكافل والتضامن، حيث تتجسد أسمى معاني العطاء الإنساني من خلال مبادرة “قفة رمضان”. مبادرة ليست مجرد مناسبة لتوزيع المواد الغذائية ، بل هي رسالة حب وتضامن تمتد إلى قلوب الأسر المعوزة ، خاصة في العالم القروي، حيث يشكل المستفيدون منه نسبة 74%.

إنها لمسة حانية تحمل بين طياتها دفء الأخوة، وتجسد العناية الملكية الرفيعة التي تحرص على أن تشمل يد العون كل من هم في أمس الحاجة.

هذه السنة 2025 ، يتم إعتماد السجل الإجتماعي الموحد لتحيين لوائح المستفيدين، خطوة رائدة تعزز قيم النزاهة والشفافية في إيصال الدعم إلى مستحقيه. إنه نظام يراعي المعايير الاجتماعية والاقتصادية الدقيقة، حتى لا يحرم أحد ممن يستحقون هذه المساعدة التي تمثل بارقة أمل في حياة الكثيرين. ولا يقتصر نجاح هذه العملية على حسن التنظيم، بل يمتد إلى تعبئة واسعة للموارد البشرية، حيث يشارك آلاف المتطوعين والمساعدين الاجتماعيين، بدعم من مختلف المصالح الحكومية، لضمان وصول هذه القفة الرمضانية إلى مستحقيها في أفضل الظروف. فضلا على أنها تخضع لرقابة صارمة من لجان محلية وإقليمية، حيت تسهر وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على التأكد من جودة المواد الموزعة، ليظل هذا العطاء نابضا بالمسؤولية والحرص على كرامة المستفيدين.

ولا شك أن مبادرة رمضان الأبرك لهذه السنة، تجلت برمزية خاصة وقوية ، والمتمثلة في الحضور الوازن لولي العهد الأمير مولاي الحسن وشقيقته الأميرة للا خديجة حفظهما الله ، في إعطاء انطلاقتها ، فمشاركتهما ليست مجرد حضور بروتوكولي، بل هي تجسيد حقيقي للارتباط الوثيق بين المؤسسة الملكية و مختلف شرائح الشعب المغربي، حيث ترسخ القيم النبيلة في نفوس الأجيال القادمة، وتغرس فيهم معاني البذل والعطاء.
إن إشرافهما على هذه المبادرة يعكس عمق الاهتمام الملكي بالشرائح الهشة، ويؤكد أن التضامن والتآزر ليسا مجرد شعارات، بل هما نهج متجذر في صلب الهوية المغربية.

ختاما ، “قفة رمضان” ليست فقط مساعدة غذائية، بل هي مرآة تعكس روح المغاربة، الذين ما فتئوا يجسدون معاني التكافل في أبهى صوره. إنها عنوان للرحمة التي يمتزج فيها التآزر الاجتماعي بالعطاء الرسمي، في مشهد يفيض بالمحبة والإيثار. وكما كانت وستظل، تبقى هذه المبادرة تقليدا سنويا راسخا، يعبر عن جوهر القيم الإنسانية التي يقوم عليها المجتمع المغربي، ويؤكد أن التضامن ليس فعلا موسميا، بل هو أسلوب حياة تتوارثه الأجيال، جيلا بعد جيل.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
لعروصي الحسين
المعلق(ة)
6 مارس 2025 11:40

اسداء المساعدة عمل نبيل الا أن توخي الحفاظ على كرامة متلقيها ضرورة قصوى، فتوزيعها تحت انظار الكاميرا وعلى مسمع ومرأى من الناس يجعلها مهانة وتمريغا للكرامة المحتاج.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x