2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مطالبة المغرب بتسليم ماكي سال تثير جدلا بالسنغال

تسبب تقرير نشرته محكمة الحسابات بالسنغال سلط الضوء على اختلاس وتزوير الأموال العامة في النظام السابق الذي يقوده الرئيس ماكي سال، الذي يعد صديق المغرب، (تسببت) في نقاشات ومطالب بمحاكمة رئيس الجمهورية السابق.
ووفق ما نشرته صحف سنغالية وموريتانية، فإن السلطات السنغالية الجديدة وجهت رسالة عبر القنوات الدبلوماسية إلى المملكة المغربية، مفادها أنه “يجب على الرباط أن تتعاون في تسليم ماكي سال، إذا طلب منه القضاء السنغالي ذلك، وإلا فإن العلاقات بين البلدين سوف تعاني من انتكاسة غير مسبوقة”.
وحسب الصحف، ومنها صحيفتي “الإخباري” و”cridem” الموريتانيتين وصحيفة “SENE.NEWS” السنغالية، فإن الرباط الحريصة على الحفاظ على علاقاتها مع داكار، اختارت أن تنأى بنفسها عن الصراعات الداخلية السنغالية، لذلك أخبرت، بشكل سري، الرئيس السنغالي السابق الذي يقيم في مراكش منذ خروجه من السلطة قبل نحو عام، بأنه شخص غير مرغوب فيه.
من جهة أخرى، يرتقب أن يتدارس مجلس الوزراء السنغالي يوم الثلاثاء المقبل مشروع القانون رقم 03/2025، الذي يخول رئيس الجمهورية صلاحية التصديق على الاتفاقية الموقعة في 17 دجنبر 2004 بالرباط بين السنغال والمغرب، والتي تشمل تقديم المساعدة للأشخاص المحتجزين ونقل الأشخاص المدانين وتسهيل عودتهم إلى بلدانهم الأصلية لقضاء عقوبتهم.
وحين يعتقد البعض أن هذا الاتفاق يستهدف بشكل مباشر الرئيس السابق؛ ماكي سال، بهدف تسليمه في المستقبل، قال رئيسة مفوضية الشؤون الخارجية والسنغاليين في الخارج والتكامل الأفريقي، فاتو ديوب سيسي جوديابي، “مشروع القانون هذا لا يعني الرئيس السابق، بل يقتصر فقط على تقديم المساعدة للمحتجزين وتنفيذ نقل المحكوم عليهم”، مضيفة “حتى الآن لم تتم محاكمة أو إدانة ماكي سال”.
تبعا لذلك، علق رئيس التحالف من أجل الجمهورية، باسيرو كيبي، على خبر طلب إحضار ماكي سال من المغرب، بأنه “إذا صح هذا، سيكون انتقاما سياسيا وليس رغبة حقيقية في تحقيق العدالة”، مضيفا في مقابلة مع إذاعة السنغال الدولية “إنهم يستطيعون استخدام الوسائل القانونية المتاحة لهم، لكنني أشك في أنهم سينجحون في مقاضاة ماكي سال”.
وتتجه الحكومة السنغالية لمتابعة الرئيس السابق؛ ماكي سال، حيث أكد محمدو مصطفى ندياك ساري، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن البرلمان السنغالي يعمل على تسريع التصديق على اتفاقية التعاون القضائي وتبادل المجرمين الموقعة مع باقي دول العالم، ومنها الاتفاقية مع الرباط.
يشار إلى أن الرئيس السنغالي السابق، ماكي سال، كان قد أعلن عن نيته عدم الترشح لولاية ثالثة وإجراء انتخابات رئاسية، عقد اندلاع أعمال عنف واحتجاجات خلال السنة الماضية على خلفية إعلانه آنذاك عن تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة أواخر فبراير من العام الماضي، إلى جانب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وأسفرت نتائج الإنتخابات المقامة بالسنغال عن فوز المعارض باسيرو فاي، منهيا فترة حكم ماكي سال الذي أكدت العديد من التقارير الإعلامية أنه مستقر في مدينة مراكش بالمملكة المغربية في الوقت الحالي.