2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مكاوي يبرز سبب تخوف الجزائر من المناورات العسكرية المغربية الفرنسية بالرشيدية

وجهت الجزائر تحذيرات شديدة اللهجة إلى الحكومة الفرنسية بشأن مشروع المناورات العسكرية التي تعتزم القيام بها بالاشتراك مع المملكة المغربية على مستوى مدينة الرشيدية.
جاء ذلك في بيان للخارجية الجزائرية التي كشفت أن الأمين العام للخارجية الوناس ماقرمان استقبل، أمس الخميس، السفير الفرنسي ستيفان روماتيه، لإبلاغه رسالة إلى سلطات بلاده، ولفت الانتباه إلى ما اعتبرته “خطورة المناورات العسكرية الفرنسية المغربية المقررة شهر شتنبر المُقبل في منطقة الرشيدية التي تبعد بـ100 كيلومتر عن الحدود الجزائرية.
بلاغ الخارجية الجزائرية يثير العديد من الأسئلة حول خلفياته وأسباب إصداره؛ خاصة أن المناورات ستجرى بين دولتين مستقلتين على تراب إحداهن، دون أن تهدد أية جهة كانت، ما الذي يخيف النظام الجزائري؟
الخبير العسكري، عبد الرحمان مكاوي، يرى أن النظام الجزائري يعتبر المنطقة التي ستشهد إجراء المناورات العسكرية المغربية الفرنسية جد حساسة بالنسبة له، خاصة أن أغلب القواعد العسكرية الجزائرية الإستراتيجية تتواجد في المنطقة العسكرية الثالية كما يسميها الجيش الشعبي الجزائري أي على الحدود المغربية الجزائرية.
وأوضح مكاوي الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين”، أن المنطقة العسكرية الثالثة لدى الجيش الشعبي الجزائري هي التي تضم قواعد حساسة من النخبة العسكرية، منها الكثير من قواعد صواريخ “أس ـ 300” وصواريخ “أس ـ 400″، بالإضافة إلى قواعد النخبة التي تضم عناصر القبعات السوداء والخضراء والحمراء وقاعدة يشك في أنها خاصة بالأسلحة الكيماوية في منطقة “حم كير”.
ووفق الخبير العسكري، فإن هذه المنطقة تضم كذلك مطارا جويا للمروحيات العسكرية الجزائرية، مشيرا إلى أن المنطقة تضم أكثر من 50 ألف عسكري بالإضافة إلى الدرك والإستخبارات الجزائرية، ما يجعلها منطقة جد حساسة بالنسبة للجيش الشعبي الجزائري.
وربط المتحدث حدث المناورات العسكرية المغربية الفرنسية بنجاح الأمن المغربي في تفكيك خلية “أسود الخلافة في المغرب الأقصى” التي تسربت من الرشيدية، ما يجعل المناورات رسالة تحذيرية للجماعات الارهابية وكل من يقف وراءها.
وحين اعتبر المحلل العسكري أن “المناورات العسكري تشكل قرارا سياديا مغربيا وغير موجه ضد أي طرف”، شدد على أن المنطقة التي اختيرت لتنفيذ هذه المناورات “حساسة بالنسبة للجانبين، لأنها مثقلة بالقواعد العسكرية سواء من الجانب المغربي أو الجزائري”.
وخلص مكاوي بالإشارة إلى أن هذه المناورات العسكرية تحمل أكثر من رسالة، وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء لتذكر الجميع بحرب الرمال بين الجانبين المغربي والجزائري سنة 1963، لافتا إلى أن ولاية بشار هي التي تضم مقر القيادة العسكرية للمنطقة الثالثة الجزائرية وكان قائد الجيش الشعبي؛ سعيد شنقريحة، قد قضى فيها أكثر من 14 سنة قائدا لهذه المنطقة التي يعرفها جيدا ويفهم حساسيتها واستراتيجيتها ومنفعتها وخطورتها.
هذه المناورات ليست الاولى من نوعها تجري بين القوات المغربية والقوات الفرنسية على الحدود الشرقية وقد سبق ان تم برمجتها قبل اندلاع الخلاف بين الجزائر وفرنسا، لكن النظام الجزائري عودنا على شطحاته الديبلوماسية الصبيانية وعلى إتارة الزوابع في كؤوس فارغة، واستغلال اي فرصة لاستفزاز المغرب كلما لاحظ اي تقارب له مع فرنسا.