2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تضع جريدة “آشكاين” الرقمية بين يدي قرائها الأعزاء سلسلة رمضانية جديدة حول تاريخ الأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال سلسلة ثقافية تغوص في تاريخ الزوايا والرباطات والمساجد التاريخية العتيقة في الصحراء المغربية، عبر بوابة برنامجكم “زوايا من الصحراء”، الذي يعده ويقدمه الصحافي أحمد الهيبة صمداني.
وسنحاول خلال هذه السلسلة الثقافية الرمضانية نفض الغبار عن تاريخ التصوف وتمظهراته في الزوايا والمساجد و”المَحاظر” وارتباطاتها القبلية وخصوصياتها في الصحراء المغربية، علاوة على أدوارها الدينية والتاريخية والاجتماعية بالمنطقة على مر التاريخ، عبر بثها للأمن الروحي في المنطقة، وفض المنازعات القبلية وتكوين الطلبة والمردين، دون أن ننسى أدوارها في مكافحة المستعمر.
وسنتطرق في هذه الحلقة (7) إلى الزاوية السالمية، التي أسسها محمد بن محمد سالم الذي أخذ عن الطريقة النقشبندية، وكانت لها امتدادات إلى موريتانيا.
علامة تصوفي نقشبندي
وفي حديثه عن زاوية أهل محمد سالم، ذكر الدكتور محمد دحمان، أستاذ الأنثروبولوجيا والثقافة الحسانية بجامعة ابن طفيل، أن “مؤسسها هو محمد بن محمد سالم، الذي يعتبر علامة من أهل القرن التاسع عشر”.
وأكد دحمان، في حكيه لجريدة “آشكاين”، أن “ضريح العلامة محمد بن محمد سالم يوجد عند بئر دومس بإقليم آوسرد، وقد عرف عنه أخذ الطريقة الصوفية النقشبندية عن محمد بن سيدي محمد السباعي”.
محظرة علم وأدب وشريعة متنقلة
وأضاف الباحث في التراث الحساني، أن “زاوية الشيخ كانت زاوية علم وأدب وشريعة، ومحضرة علم متنقلة مع المضارب البدوية بمنطقة تيرس”.

وتابع أن هذه “الزاوية تميزت بمكتبتها العلمية، لدرجة تخصص مجموعة من الجمال لحمل صناديق الكتب التي تحتوي عليها”.
وعن خلف الشيخ مؤسس الزاوية، أبرز دحمان أنه “هذا الشيخ أنجب مجموعة من الأبناء والبنات العلماء والعالمات”.
كتب ومساجلات وتخريج علماء
وأشار إلى أن الشيخ “قام بتأليف العديد من الكتب والتقابيد والرسائل، كما كانت له مساجلات ومراسلات مع مشايخ زمنه، مثل العلامة محمد المامي، والعلامة الشيخ ماء العينين وغيرهما، مؤكدا أن “علماء الزاوية السالمية كانوا بدورهم من الأدباء والشعراء”.
وحسب الباحث دحمان فقد “تخرج من هذه الزاوية العديد من الفقهاء والعلماء والحفاظ، أمثال أحمد باب ولد طالب عمار الدليمي، وأبناء عبد الحي الرقيبيين، وغيرهم”.
امتدت إلى موريتانيا
ولم يقتصر امتداد هذه الزاوية على المجال الوطني، بل تعداه، حسب دحمان، إلى امتداها خارج الوطن، مؤكدا بقوله أن “لهذه الزاوية امتدادات في موريتانيا”.
ونبه في نهاية كلامه إلى ضرورة النبش في مناقب الزاوية، لكونها “تمتلك تراثا وثائقيا مهما يحتاج الدراسة والنشر لما فيه من خدمة قضايا الأمة التاريخية والراهنة”.
الحلقات السابقة
زوايا الصحراء: خصوصيات تصوفية وتاريخ وأثر
زوايا الصحراء: الوجه الآخر للزوايا..مراكز علم وصلح وفن وكفاح ضد المستعمر
زوايا الصحراء.. أقدم منارة روحية في واد نون
زوايا الصحراء..قصر آسا: ظاهرة البناء بالحجر الغامق وجدل تحويل قبلة المساجد
زوايا الصحراء.. المسجد العتيق بكلميم: خلاف قبيلة مع السلطة على مكان إقامة صلاة الجمعة
زوايا الصحراء .. الزاوية العروسية: زاوية “شيخ الوقت” أذابت خلاف قبائل في عبدة وجنبتهم الاقتتال