لماذا وإلى أين ؟

” كِتَاب أَثَار جَدَلَا ”.. المَجلَّة الجرِّيئَة التِي قَادَت إِلَى اِغْتيَالِ نَاشِرهَا (ح07)

” كتاب أثار جدلا” رحلة في عالم الأفكار الممنوعة، سلسة تنشر على شكل حلقات طيلة شهر رمضان في ”آشكاين”، تتناول مؤلفات خلقت ضجة كبيرة، في السياسة، في الدين، كما في قضايا اجتماعية.

هذه الكتب دفعت مؤلفيها أثمانًا باهظة، بلغت حد التكفير والتهديد بالقتل وتنفيذه أحيانا، وتارة أخرى تدخلت الرقابة وبقيت هذه المؤلفات ممنوعة من التداول لسنوات.

لكنها في المقابل أحدثت ثورة فكرية وخلخلت مفاهيم كانت بمثابة طابوهات لفترات طويلة.

سيكون قراء ومتابعو جريدة “آشكاين” على موعد مع هذه السلسلة طوال أيام شهر رمضان.

الحلقة السابعة: مجلة الحوادث

تأسست مجلة “الحوادث” في بيروت سنة 1954 على يد الصحفي اللبناني سليم اللوزي (1920-1980). سرعان ما اكتسبت المجلة شهرة واسعة في العالم العربي بفضل تغطيتها الجريئة للأحداث السياسية، وتحليلاتها العميقة، ومقالاتها اللاذعة التي لم تتردد في انتقاد الأنظمة والحكومات.

تميزت “الحوادث” بأسلوبها الصحفي المثير، واستخدامها للصور والرسوم البيانية، مما جعلها جذابة للقراء من مختلف الخلفيات.

وكانت المجلة منبراً للأصوات المعارضة والمستقلة، ولعبت دوراً بارزاً في تشكيل الرأي العام العربي خلال فترة الستينيات والسبعينيات.

في 25 فبراير 1980، اختطف مدير نشرها سليم اللوزي من سيارته بينما كان في طريقه من مطار بيروت إلى منزله. بعد أيام، عُثر على جثته في منطقة عرمون، وعليها آثار تعذيب وحشي.

لا تزال ملابسات اغتيال اللوزي غامضة، ولم يتم الكشف عن الجناة حتى اليوم. ومع ذلك، هناك العديد من النظريات التي تشير إلى تورط جهات مختلفة في الجريمة، من بينها النظام السوري السابق، حيث كان اللوزي من أشد المنتقدين للتدخل السوري في لبنان، وقد نشر مقالات تنتقد بشدة الرئيس السوري حافظ الأسد. ويعتقد البعض أن النظام السوري كان وراء اغتياله.

لم تكتفِ مجلة الحوادث بانتقادها للنظام السوري فحسب، بل وسعت دائرة نقدها لتشمل الفصائل الفلسطينية، وفتحت ملفات مثيرة للجدل حول الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الجزائري بوتفليقة. هذا النهج خلق لها أعداء عديدين في الساحة العربية.

واجه الصحفي سليم اللوزي الأنظمة العربية التي اشتهرت بقسوتها في قمع المعارضين باستخدام قلمه الجريء. تم حظر العديد من أعداد المجلة في بعض الدول العربية.

وفي يوم 25 فبراير 1980، وبينما كان في طريقه إلى المطار عقب تلقيه التعازي برحيل والدته، تعرض للخطف في حادثة غامضة. بعد أيام قليلة، وتحديدًا في 4 مارس، عُثر على جثته مشوهة بطريقة مروعة، لتطوى صفحة مسيرة صحفي ناضل بشجاعة حتى نهايته المأساوية، فيما يبقى هوية قاتليه لغزًا لم يُحل حتى اليوم.

رغم اغتيال ناشرها، استمرت مجلة “الحوادث” في الصدور لسنوات عديدة، وحافظت على مكانتها كواحدة من أهم المجلات العربية. إلا أن تأثيرها تراجع في السنوات الأخيرة، وتوقفت عن الصدور خلال سنة 2018.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن مغربي
المعلق(ة)
10 مارس 2025 16:59

سنة 1980 لم يكن ب تعليقة رئيسا للجزائر ،،إلا إذا كنت تتحدث عن مقالات بعد موت اللوري ،،انتبه فالقراء ينتبهون ويأخذون هذه المعطيات على محمل الجد ،،،لتكن معطياتك دقيقة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x