لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. الرسول (ص) يخترع مؤسسة تعدد الزوجات لحل مشاكل أرامل الحرب (ح8)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة الثامنة: الرسول (ص) يخترع مؤسسة تعدد الزوجات لحل مشاكل أرامل الحرب

يفترض بأن العديد من المؤسسات الإسلامية كانت استجابة للحاجات الجديدة التي ترتبت عن تفكك التقاليد القبلية الجماعية، ووسيلة حماية ضد انعدام الضمانات الناتج عن ذلك، إذ كان النساء والأطفال من أكثر الفئات تضرراً بهذه الوضعية التي شهدت انهيار قنوات التضامن القديمة، وبهذا اعتبر تعدد الزوجات مثلاً يشكل إحدى هذه المؤسسات.

فالرسول الذي اهتم بمصير النساء المطلقات والأرامل واليتامى، قرر خلق نظام مسؤول يمكن من ربط النساء الوحيدات بمجموعة أسروية يحميهم فيها رجل لا يكون قريباً فحسب ولكنه زوج، ويدعم هذه النظرية أن القرآن الكريم قد شرع التعدد بعد هزيمة أحد التي لقي فيها الكثير من المسلمين حتفهم.

وبالإضافة إلى ذلك فقد هدف الرسول ﷺ إلى إعادة دمج النساء في وحدات تضامن جديدة بعد أن جردن من حماية القبيلة لهن، حتى لا يبحثن عن الحماية في علاقات جنسية مؤقتة يعتبرها الإسلام زني.

إن فعالية هذه المؤسسات تبرزها الطريقة التي نجح بها هذا الدين في توحيد الميولات الجماعية والفردية المتناقضة، وتوجيهها لبناء نظام اجتماعي يعد من أكثر الأنظمة استقراراً وانسجاماً في الجزيرة العربية والعالم بأسره، إذ وُجهت الميولات الجماعية نحو الجهاد الإسلامي، أما الميولات الفردية فقد عبّرت عن نفسها أساسا في مؤسسة الأسرة التي مكنت من خلق روابط جديدة، وطرق جديدة لتمرير الممتلكات معززة بضبط صارم لحرية المرأة الجنسية، وفق تعبير رائدة السوسيولوجيا المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي في مؤلفها “ما وراء الحجاب – الجنس كهندسة اجتماعية”.

وقد ساهمت الأمة كذلك في توجيه طبيعة القبائل الشرسة المتعودة على الحروب العصبية نحو الجهاد كمنحى جديد، فعوض ولاء القبيلة بولاء الأمة الذي يختلف اختلافا كليا في شكله ومضمونه عن الولاء الأول، إذ إن الخلية الأساسية فيه هي الفرد وليست القبيلة، ولم يعد الارتباط بين الأفراد قائماً على القرابة، بل غدا مرتكزاً على مفهوم مجرد أساسه الإيمان بدين واحد.

وخلال عقود قليلة اندمجت القبائل الرحل المتعودة على الغزو الداخلي الذي كان يشكل عائقاً كبيراً أمام القوافل والمراكز التجارية في بنيات الأمة الجديدة، وخضعت لإرادة الله. وقد عوضت بحثها عن غنائم الحروب الداخلية بتوجهها نحو الجهاد..

يُتبع..

الحلقات السابقة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
عماد
المعلق(ة)
10 مارس 2025 08:57

الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخترع مؤسسة التعدد بل طبقا لكلام الله تعالى :باسم الله الرحمن الرحيم (فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع …).الى اخر الآية.صدق الله العظيم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x