2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اعتقالات سياسية.. مخطط للاستيلاء على السلطة في المغرب بالعنف

“إعتقالات سياسية” سلسلة رمضانية يعدها الصحافي؛ محمد دنيا، تسلط الضوء على عدد من الإعتقالات والمتابعات والمحاكمات ذات الصبغة السياسية منذ استقلال المغرب، ستغوص بقراء ومتتبعي صحيفة “آشكاين” الإخبارية في التفاصيل الدقيقة لكل قصة من القصص التي أثارتا جدلا سياسيا، حقوقيا وقانونيا في المغرب.
تهدف السلسلة إلى تسليط الضوء على بعض القضايا التي طبعت تاريخ المغرب ووصفت بـ”الإعتقالات السياسية”، يعرف بعضها ويتداول إعلاميا؛ لكن تفاصيلها لا يعلمها إلا القليل من المواطنين الذين ستكون هذه فرصتهم للتعرف على تفاصيل الأحداث ومناقشتها واستنتاج العبر منها.
الحلقة 9: قضية السرفاتي ومن معه الذين خططوا لقبل الحكم في المغرب
بعدما تطرقنا إلى أبرز لحظات محاكمة نوبير الأموي باعتباره أحد أشهر القيادات النقابية في المغرب، نظرا إلى أن الوقائع والأحداث والشهود يؤكدون أن محاكمة الأموي 1992 كانت “سياسية” من أجل إسكات صوته وإزعاجه للسلطة حينها، نواصل رحلتنا في سلسلة “اعتقالات سياسية” لنخوص في قصة لا تقل أهمية عن القصة الأولى، وتتعلق بمحاكمة الدار البيضاء لسنة 1977، التي تعرف كذلك بـ”قضية السرفاتي ومن معه”.
القصة تحكي محاكمة 139 من النشطاء السياسيين المنتمين إلى تنظيمات ماركسية لينينية (حركة إلى الأمام، حركة 23 مارس)، كانو يهدفون لتغيير النظام القائم وإقامة نظام جمهوري على غرار أنظمة “الديمقراطيات الشعبية”، التي كانت قائمة في أوروبا الشرقية وبلدان أخرى من قبيل كوبا والفيتنام.
ووفق بلاغ رسمي صدر في وسائل الإعلام الرسمية حينها، فإن المشتبه فيهم يتابعون أمام غرفة لجنايات بمحكمة الإستئنفا بالدار البيضاء بسبب قضية “المس بالأمن الداخلي للدولة والاعتداء وإثارة البلبلة والمؤامرة ضد النظام القائم والتزوير واستعماله في تأسيس منظمات سرية.. ذات أهداف متعددة، منها نشر الماركسية داخل الأوساط الطلابية والطبقات الكادحة وكذا وضع ميثاق بين العمال والفلاحين، وتكوين مجموعات مسلحة ومدربة في مركز عسكري والقيام بأعمال تخريبية من شأنها التطور إلى حرب تحرير شعبية”.
ووفق البلاغ المشار إليه، فإن المشتبه فيهم يهدفون إلى “الاستيلاء على السلطة بالعنف، وأخيرا تشتيت صفوف الشعب تسهيلا لدور العدو فيما يتعلق بقضية الصحراء المسترجعة”، حيث إن أعضاء هذه الحركات كانوا يدعمون إقامة دولة في الأقاليم الجنوبية المغربية حينها ويناصرون ما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”.
هذه القصة تعتبر من القضايا التي أتارث الكثير من المداد، حيث كتبت حولها مقالات وكتب وصورت حولها حوارات، لكننا سنحاول تسليط الضوء عن جوانب هامة بعيدا عن الإصطفاف، خاصة في ما يخص السياق العام والإطار الذي جاءت فيه المحاكمة والمعطيات والوقائع التي جعلت منها محاكمة وقضية “ذات طابع سياسي”.
يتبع..
الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي
الحلقة 2: “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي
الحلقة 3: “قطاطعية” الحكومة يرسلون الأموي إلى السجن
الحلقة 4: تطويق المحكمة وسقوط 30 جريحا وترحيل جزائريين في أول جلسات محاكمة الأموي
الحلقة 5: المحكمة ترفض استدعاء أعضاء الحكومة لمواجهة الأموي
الحلقة 6: إدانة الأموي بالسجن و”حجز” ملف محاكمته داخل مكتب
الحلقة 7: حجز ملف الاموي وحصار المحاميين والإعتداء على الصحافيين والحقوقيين
الحلقة 8: الحسن الثاني يخرج الأموي من السجن