2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
نساء الإسلام.. الرسول (ص) أبدع بالمضي بالقضية النسائية لأبعد مدى ممكن (ح 9)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.
كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..
هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.
الحلقة التاسعة: الرسول (ص) ذهب بالقضية النسائية لأبعد مدى ممكن
إن تطبيق مبدأ المساواة الاجتماعية التي دعا لها الرسول (ص) كان يضيف خطر اضطرابات إضافية، لأنها كانت تزعزع استقرار العائلات باعطاء الحق للمرأة، بصفتها مؤمنة، لأن تطلب المساواة، لأن الشفقة وحدها كانت منذئذ معيار الطبقية. “والاكثر نبلا بينكم عند الله ، اكثركم شفقة”، إن اعطاء النساء الجنة كان يطرح من المشاكل أقل من إعطائهن الحق بالإرث والحق بالغنيمة، وكان ذلك أيضاً مضاعفة بشكل خطير للأضاحي التي يقدمها المؤمن الله، فإذا كان للرجال حاجة من فقد كان الله يرى أيضاً ضرورة وجود للرجال الله.
وتجاه هذا الخيال الصعب: مساواة الجنسين أو بقاء الاسلام، ذلك هو على الأقل، ما دفع عبقرية محمد وعظمة ربه، في بداية القرن السابع ميلادي، لوضعه ودفع الجماعة لتفكر فيه، وترى رائدة السوسيولوجيا المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي المرنيسي أن النبي (ص) هو قبل كل شيء رجل يسيطر على فن الإيقاع المقدس، إيقاع التصميم مساجين على الأرض حيث يعانون العنف والظلم.
وتشدد ذات الباحثة السوسيولوجية على أن النبي عمل على دفع الناس للمضي بعيداً بقدر ما يمكن، وللامتداد نحو مجتمع مثالي، إن النبي، هو أول من طرح أن المرأة يمكن ان تكون شيئا آخر غير السبية، وواجه بذهنية فظة رغم اضطراره للتنازل أحيانا، الأفكار الرجعية الهمجية تجاه المرأة الهادفة لنزع إنسانيتها، ورسم آفاقاً جديدة من العلاقات البريئة، فمحمد (ص) كان بشكل نهائي، نبياً مبدعاً لأفاق واسعة لدرجة ان تأملها ببساطة يدوخ رأس الانسان.
وتُضيف صاحبة كتاب “الحريم السياسي – النبي والنساء” أن قضية النساء هذه، مهما كانت مشوشة مع حلول الإسلام لما أحدثه من تغييرات جذرية، فلها مظهر ايجابي: أنها رصت صفوف الرجال، وأكثر من أي وقت آخر تبين لهم أن لكل منهم حاجة للآخر للدفاع ضد الاعداء في منازلهم كما على ساحة المعركة، وتلاشت الخلافات والكراهية لتترك المكان لشركة نشيطة..
يُتبع..