لماذا وإلى أين ؟

زوايا الصحراء..زاوية أهل لبصير: سياحة صوفية  وتفجير حركة تحرير الصحراء من احتلال الإسبان

تضع جريدة “آشكاين” الرقمية بين يدي قرائها الأعزاء سلسلة رمضانية جديدة  حول تاريخ الأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال سلسلة ثقافية تغوص في تاريخ الزوايا والرباطات والمساجد التاريخية العتيقة في الصحراء المغربية، عبر بوابة برنامجكم “زوايا من الصحراء”، الذي يعده ويقدمه الصحافي أحمد الهيبة صمداني.

وسنحاول خلال هذه السلسلة الثقافية الرمضانية نفض الغبار عن تاريخ التصوف وتمظهراته في الزوايا والمساجد و”المَحاظر” وارتباطاتها القبلية وخصوصياتها في الصحراء المغربية، علاوة على أدوارها الدينية والتاريخية والاجتماعية بالمنطقة على مر التاريخ، عبر بثها للأمن الروحي في المنطقة، وفض المنازعات القبلية وتكوين الطلبة والمردين، دون أن ننسى أدوارها في مكافحة المستعمر.

وستنطر في هذه الحلقة (10) إلى زاوية أهل لبصير والرحلة الصوفية التي قادت مؤسسها سيدي ابراهيم البصير الرقيبي، وما تلاها من تفجير أحد أبنائه لحركة تحرير الصحراء من الاحتلال الإسباني.

وأفاد الدكتور محمد دحمان، أستاذ الأنثروبولوجيا والثقافة الحسانية بجامعة ابن طفيل، الذي يرافقنا خلال هذه السلسلة، أن “زاوية أهل لبصير أسسها سيدي ابراهيم البصير الرقيبي”.

وفي توصيف دقيق للتراكمات التي ألهت المؤسس لتأسيس هذه الزاوية، قال دحمان في حديثه لـ”آشكاين”، إن “التأسيس جاء بعدما قام سيدي إبراهيم البصير الرقيبي بسياحة صوفية قادته إلى الشيخ المجتبى بالجنوب الموريتاني ثم إلى الشيخ ماء العينين بحمراء السواقي، لينتهي به المطاف عند الشيخ سيدي اعلي الالغي، ويأخذ عنه الورد الدرقاوي الشاذلي”.

الدكتور محمد دحمان، أستاذ الأنثروبولوجيا والثقافة الحسانية بجامعة ابن طفيل

وخلال “سياحته الصوفية”، كما وصفها دحمان “انتقل سيدي ابراهيم من ساقية الحمراء إلى سوس، ثم إلى مراكش، ومنها إلى قبائل الرحامنة بالحوز، ثم إلى بني مسكين بالشاوية. ومن هناك إلى قبيلة بني عياض بجبال الأطلس حيث أسس الزاوية جنوب مدينة بني ملال”.

واضطلعت الزاوية بأدوار اجتماعية ودينية، يسترسل دحمان الذي أكد أنها “قامت بتدريس العلم وحفظ القرآن ونشر الورد الصوفي الدرقاوي، كما اضطلع ابناؤه بالتدريس ونشر الطريقة، وظلوا على اتصال بأبناء عمومتهم في الساقية الحمراء و وادي الذهب”.

وخلف الشيخ من الأبناء، يقول دحمان: “الزعيم محمد بصيري، مفجر حركة تحرير الصحراء من الاحتلال الاسباني سنة 1970 بالعيون”، مشيرا إلى أنه “ابن هذه الزاوية ورمز للتواصل ما بين شمال المملكة وجنوبها”.

وعن تركتها العلمية، أشار الباحث دحمان إلى أن زاوية أهل لبصير “تركت مكتبة غنية ومؤلفات عديدة ومشايخ ومربدين، لايزالون يطلعون بأدوار علمية وصوفية و وطنية إلى اليوم”.

زوايا الصحراء: خصوصيات تصوفية وتاريخ وأثر

زوايا الصحراء: الوجه الآخر للزوايا..مراكز علم وصلح وفن وكفاح ضد المستعمر

زوايا الصحراء.. أقدم منارة روحية في واد نون

زوايا الصحراء..قصر آسا: ظاهرة البناء بالحجر الغامق وجدل تحويل قبلة المساجد

زوايا الصحراء.. المسجد العتيق بكلميم: خلاف قبيلة مع السلطة على مكان إقامة صلاة الجمعة

زوايا الصحراء .. الزاوية العروسية: زاوية “شيخ الوقت” أذابت خلاف قبائل في عبدة وجنبتهم الاقتتال

زوايا الصحراء.. الزاوية السالمية: تصوف نقشبندي من الصحراء المغربية إلى موريتانيا  

زوايا الصحراء.. زاوية أهل الليلي: علم وصلاح وحماية المستجير وامتداد من الصويرة إلى شنقيط

زوايا الصحراء .. زاوية الشيخ الولي: وَجَاهَة ورصيد ثقافي وحشد لمقاومة المستعمر الأجنبي

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x