لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. خلاف حاد بين الرسول (ص) وعمر حول الحق في تعنيف الزوجات

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقةالعاشرة: خلاف حاد بين الرسول (ص) وعمر حول الحق في تعنيف الزوجات

حدث خلاف بين الرسول والصحابة حول الموقف من تنعيف الزوجات، وظهر هدا الخلاف لما تعرضت المدينة لحادث شائن، ذلك ان رجلا كان قد ضرب زوجته..

فأسرعت المرأة الجريحة لعند النبي ﷺ وطلبت إليه بصفته حكماً تطبيق الشريعة، والتمست القصاص، ووافق الرسول على ذلك فورا، وأعد العدة لتنفيذ قراره، عندها أوحي له بآية ذات مضمون مغاير، فالله قرر خلاف ذلك، وأدرك النبي ﷺ ان قراره يخالف حكم الله: فاستدع الزوج وتلا عليه الآية وقال له: أردت شيئاً وأراد الله شيئا آخر، كما حدث خلاف بين عمر بن الخطاب وبين الرسول حول ذات المسألة..

وفي هدا الاختلاف، ترى رائدة السوسيولوجيا بالمغرب الراحلة فاطمة المرنيسي أنه كان يوجد في الاسلام في المدينة اتجاهان متمايزان تماما: اتجاه النبي الله الذي لم ينصح باستعمال العنف تجاه النساء واتجاه آخر معارض تزعمه عمر بن الخطاب، فالنبي مقت العنف تجاه النساء واستمر على هذا الموقف، إذ قال النبي ﷺ “لا تضربوا النساء” وفعلا امتنع الناس عن ذلك ثم أتى عمر إلى النبي وقال له: “يارسول الله، لقد تمردت النساء ضد أزواجهن”، فأجاز لهم النبي ﷺ ضربهن، ولكنه قال: “إن جمعا من النساء طاف هذه الليلة حول عائلة محمد”. وكان المقصود أن 70 امرأة كانت جاءت للشكوى من أزواجهن.

وكان قد ظهر الفارق بين النبي وصحابته المتعلق بالعنف تجاه النساء، و كان النبي دائماً ضد استعمال الضرب للنساء، وقد قيل له: يانبي الله، انهن على أهبة بذر الفوضى، ولم يفهم الصحابة وفق صاحب كتاب “الحريم السياسي- والنساء” دائماً لماذا كان النبي يتصرف بمثل هذه الرحمة، إذ قال لهم “طيب، اضربوهن، ولكن اسوأكم هو من يلجأ إلى مثل هذه الطرائق”، ولم يكن لدى عمر أي تشكك بانفاذ هذا، وروى التاريخ عن ذلك مثالين على الأقل، أوردتهما المرنيسي. فهو قد ضرب اخته فاطمة بمثل هذا العنف بحيث ترك فيها علامات، وكءلك زوجته جميلة بن تابث..

يتبع..

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x