2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شهد مركز طب الإدمان بمدينة تطوان، زوال اليوم الأربعاء 12 مارس الجاري، حالة استنفار أمني إثر تهديد أحد المرضى بوضع حد لحياته عبر القفز من أعلى مبنى المركز. وأثار الحادث حالة من الذعر بين المرضى والعاملين بالمرفق الصحي، ما استدعى تدخلاً عاجلاً من المصالح الأمنية والسلطات المحلية.
وبحسب مصادر موثوقة، فإن المريض، الذي يخضع للعلاج من الإدمان، أقدم على هذا التصرف نتيجة غياب دواء “الميثادون”، الذي يعد أساسياً في بروتوكول علاج المدمنين. وأكدت ذات المصادر أن نقص هذا الدواء في المركز بات يشكل أزمة حقيقية للمرضى الذين يعتمدون عليه في مسار تعافيهم.

وعقب مفاوضات دامت لبعض الوقت، تمكنت السلطات من إقناع المريض بالعدول عن قراره، حيث تم التعامل معه بحذر لتفادي أي تصعيد. وتمت السيطرة على الوضع دون وقوع أي إصابات، وسط مطالب متزايدة بضرورة توفير الأدوية اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
وبعد نجاح جهود التهدئة، جرى نقل المريض إلى المستشفى الإقليمي سانية الرمل لمتابعة حالته الصحية والنفسية.

وفي السياق ذاته، كانت جمعية حسنونة لمساندة مستعملي ومستعملات المخدرات، والجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر، وجمعية محاربة السيدا، والائتلاف العالمي للاستعداد للعلاج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قد حذرت في بيان مشترك من نفاد مخزون “دواء الميثادون”. مؤكدة أن “الميثادون يعتبر دواء أساسيا للمساهمة في علاج الإدمان علی المواد الأفيونية، ويلعب دورًا محوريا في الحد من المخاطر الصحية والاجتماعية المرتبطة بتعاطي المخدرات”.
وذكر البيان بأن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قامت باتخاذ عدة إجراءات من أجل تحسين استعمال المخزون المتاح وضمان استمرارية العلاج لأطول فترة ممكنة، من بينها تقلیص جرعات المیثادون حسب الفئات ولجميع المرضى، بمن فيهم المتعايشون والمتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشري (VIH) ومرضى الالتهاب الكبدي “س” و”ب”، بالإضافة إلى مرضى السل.
وأكّد البيان ذاته أن “تقليص جرعات الميثادون يجب أن يتم وفقاً للبروتوكولات المعتمدة وطنيا ودوليا، بما فيها المقترح من قبل منظمة الصحة العالمية التي تؤکد علی ضرورة موافقة المريض، إذ إن أي تغییر في الجرعات دون استشارته قد یؤدي إلی مضاعفات صحية خطيرة”.

