لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. اتهام زوجة النبي (ص) بالزنى وإنزال الحجاب إرضاء لـ “السيادة الذكورية” (ح 12)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة 12: اتهام زوجة النبي (ص) بالزنى وإنزال الحجاب إرضاء لـ “السيادة الذكورية”

آية الحجاب جاءت لتفصل عالم النساء عن عالم الرجال، بحيث يتم حبس النساء بالمنزل ومنعهن من الخروج إلى دائرة التداول العمومي، وهذا ما كان الوضع فيه مختلفاً فيما سبق، حيث بشكل آخر، سوف يكون لإضفاء الصبغة المؤسساتية على الحجاب بلا فائدة لو كان الجنسان منفصلين أصلا، والنساء مقصيات عن الحياة العامة.

ومجيء الحجاب ذاته، يكشف وفق رائدة السوسيولوجيا المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، واقعا مجتمعيا مخالفاً لما جاء لاحيائه، فنزول الحجاب اثناء عرس زينب لا يمكن فهمه الا اذا تذكرنا الراحة الفوق عادية لزوجات النبي في الحياة العامة. إن امرأة شجعها زوجها الذي هو الرسول (ص) لاعتبار المسجد ومعركة القتال كأرضيتي عمل، وتتصرف بخلاف ما تتصرف امرأة مستبعدة ومعزولة عن الشؤون السياسية والعسكرية.

وفي هذا الإطار سيستعمل المسلمين وأعداء محمد ﷺ على حد سواء وفق ما أوردته مؤلفة “الحريم السياسي – النبي والنساء”، اعتياده الانسحاب باكراً في كل مساء إلى خيمة اسرته، ورقة ضدده كي يهاجموه، ويجرحوه ويسيئون إليه وأخير كي يوصلوه إلى الاستسلام في وجهات نظره حول مساواة الجنسين، سوف يستعمل معارضوه السياسيون حياته الخاصة سلاحا سياسيا ضده، وسوف يمضون لاضفاء الصفة الجنسية على هجوماتهم السياسية لاضعاف النبي ﷺ ، في وقت كان يعيش فيه على التوازي تجربتين مثبتتين وجديدتين، تجربة عدم اليقينية في حياته العسكرية، وتجربة الانحدار والهون الناتج عن تقدمه في السن.

فقد كان الرسول (ص) له من العمر ما يقرب من الستين سنة، وكان محاطاً بنساء متميزات ومرموقات مثل أم سلمة وعائشة وزينب نساء اكثر شبابا وذكيات، وعلى الأخص منخرطات في الحياة العامة السياسية، بالتالي لوقف مجيء الرسول بحقوق كبرى للنساء سيعمل المستائين من المسلمين من هذه الحقوق على المس في شرف عائلة النبي، وسوف تكون حبيبته عائشة، الفريسة التي يقبض عليها اعداؤه كي يؤذونه، ويجعلونه يفقد الثقة باتهامها بالزنى، وفق ما أوردته المرنيسي.

وفي هذا الجو الذي وجد فيه الرسول (ص) مجروحاً، معرضاً لإساءتهم، سوف يفقد من قدرته على مقاومة عمر، ويقبل حبس النساء وسيوافق على الحجاب وعلى إعادة قيام السيادة الذكورية..

يُتبع..

الحلقات السابقة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ما شاءالله
المعلق(ة)
14 مارس 2025 06:05

لا إله إلا الله وحده لا شريك له. محمد رسول الله، ولو كره الحاقدون المجرمون الأفاكون. موتوا بغيظكم فالإسلام باق بتشريعاته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

Brahim
المعلق(ة)
14 مارس 2025 00:27

كلام الحاقدين عن الدين وذوي الفطرة المنحرفة.
والله متم نوره ولو كره العلمانيون!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x