لماذا وإلى أين ؟

”كِتاب أَثَار جدَلا”: صَدِيقنَا المَلِك الذِي تَسَبُّب فِي أَزْمَة غَيْر مَسْبُوقَة بَيْنَ الرِّبَاط وبَاريس (ح12)

” كتاب أثار جدلا” رحلة في عالم الأفكار الممنوعة، سلسة تنشر على شكل حلقات طيلة شهر رمضان في ”آشكاين”، تتناول مؤلفات خلقت ضجة كبيرة، في السياسة، في الدين، كما في قضايا اجتماعية.

هذه الكتب دفعت مؤلفيها أثمانًا باهظة، بلغت حد التكفير والتهديد بالقتل وتنفيذه أحيانا، وتارة أخرى تدخلت الرقابة وبقيت هذه المؤلفات ممنوعة من التداول لسنوات.

لكنها في المقابل أحدثت ثورة فكرية وخلخلت مفاهيم كانت بمثابة طابوهات لفترات طويلة.

سيكون قراء ومتابعو جريدة “آشكاين” على موعد مع هذه السلسلة طوال أيام شهر رمضان.

الحلقة12: صديقنا الملك

كتاب “صديقنا الملك” للكاتب الفرنسي جيل بيرو (1931-2023) هو عمل استقصائي مثير للجدل، صدر سنة 1990، ويتناول جوانب من حكم الملك الحسن الثاني للمغرب.

وأثار الكتاب ضجة واسعة عند صدوره، بلغ حد التسبب في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الرباط وباريس، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

برز اسم جيل بيرو في المغرب بفضل “صديقنا الملك”، وقدم الكتاب رؤية نقدية صارمة لحصيلة ثلاثين عامًا من حكم الملك الراحل الحسن الثاني، مستعرضًا تفاصيل عديدة ومثيرة حول القصور، الوضع السياسي، المعتقلين، التعذيب، الاختطاف التعسفي، المهمشين، وكذلك الانتهاكات المرتكبة بحقوق الإنسان.

في مقدمة الكتاب، أشار بيرو إلى أنه “بالنسبة للقارئ الذي لا يملك معرفة كافية بالواقع المغربي، سيكتشف بدهشة أن السلطة تتركز بشكل غير مسبوق في القصر الملكي بين يدي الملك ومجموعة صغيرة من أصدقائه المقرّبين. أما المسؤولون والوزراء، فدورهم يتقلص ليصبحوا مجرد شخصيات ثانوية”.

حينما سُئل جيل بيرو في مقابلاته عن دوافعه لكتابة هذا الكتاب، رغم أنه لم يلتقِ الملك شخصيًا، أوضح قائلاً إن “الكتاب نفسه هو من فرض عليَّ كتابته. لم يكن الأمر خيارًا عاديًا. هناك كتب تأتي إليك مثل الكوارث. كنت أعرف المغرب منذ زمن بعيد، حتى قبل استقلاله حينما كان تحت الوصاية الفرنسية”.

انبثقت فكرة تأليف الكتاب عندما وصلته رسالة من أحد المعتقلين السياسيين. كان الشاب حينها في العشرين من عمره وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عشرين عامًا.

تحدث بيرو عن هذه الرسالة قائلاً: “عندما يُسجن شاب بسبب توزيع منشورات تعبر عن أفكاره المشروعة، فذلك يترك أثرًا لا يُمحى. فكرت في أبنائي الذين ناضلوا ووزعوا منشورات مشابهة ولكنهم كانوا أكثر حظًا منه. لهذا قررت أن أكتب الكتاب”.

أثار الكتاب غضب السلطات المغربية إلى درجة حظر دخوله تمامًا إلى الأراضي المغربية. فقد شكل هذا العمل الأدبي نقطة توتر في العلاقات بين المغرب وفرنسا، حيث سرد أهم المحطات السوداء في فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، مسلطًا الضوء بشكل خاص على تجاوزات الجنرال الراحل محمد أوفقير، بالإضافة إلى تفاصيل مؤلمة عن الاعتقالات والتعذيب الذي تعرض له معارضو الملك، خصوصا اليساريون منهم.

من ناحية أخرى، يستعرض الكتاب محاولة اغتيال المعارض البارز المهدي بنبركة عام 1962، عندما كان في طريقه من الدار البيضاء إلى الرباط. خلال هذه الحادثة، حاولت سيارة استهدافه بعملية صدم متعمدة في منطقة وادي الشراط، إلا أن السيارة الجانية انقلبت في حفرة، ما أدى إلى إصابة بنبركة بكسر في إحدى فقرات عنقه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x