2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اعتقالات سياسية.. أحكام تتراوح بين المؤبد و10 سنوات سجنا لعشرات الماركسيين المغاربة

“إعتقالات سياسية” سلسلة رمضانية يعدها الصحافي؛ محمد دنيا، تسلط الضوء على عدد من الإعتقالات والمتابعات والمحاكمات ذات الصبغة السياسية منذ استقلال المغرب، ستغوص بقراء ومتتبعي صحيفة “آشكاين” الإخبارية في التفاصيل الدقيقة لكل قصة من القصص التي أثارتا جدلا سياسيا، حقوقيا وقانونيا في المغرب.
تهدف السلسلة إلى تسليط الضوء على بعض القضايا التي طبعت تاريخ المغرب ووصفت بـ”الإعتقالات السياسية”، يعرف بعضها ويتداول إعلاميا؛ لكن تفاصيلها لا يعلمها إلا القليل من المواطنين الذين ستكون هذه فرصتهم للتعرف على تفاصيل الأحداث ومناقشتها واستنتاج العبر منها.
الحلقة 13:
تواصلت الخروقات القانونية في محاكمة ما يقارب 139 من قيادات وأعضاء الحركة الماركسية اللينينية (منظمة إلى الأمام، منظمة 23 مارس) أمام غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، مع توالي الجلسات وطول المحاكمة، حتى أن رئيس الجلسة يأمر بإخلاء قاعة المحاكمة من جميع المتابعين باستثناء محاميهم.
وكان رئيس الجلسة يستقدم المتهمين للاستماع إليهم واحدا واحدا، الأمر الذي جعلهم يمتنعون عن الجواب إلا في وجود باقي رفاقهم، مما حول الجلسة إلى جلسة سرية دون أن يصدر في هذا الشأن قرار من المحكمة.
من جهة أخرى، التمست النيابة العامة متابعة المعتقلين بتهمة جديدة، تتمثل في إحداث ضوضاء بالجلسة وإهانة الهيئة الحاكمة على إثر انطلاق المتابعين في ترديد نشيد ثوري خلال إحدى جلسات المحاكمة. وبالفعل؛ فقد أصدرت المحكمة حكما مستقلا بالحبس والغرامة النافذين في حق كل المتابعين ناهيكم عن أحكام السجن التي تجاوزت بضعة قرون بالنسبة للمتابعة الأصلية، حيث أدين 5 معتقلين بالمؤبد، وأدين 20 شخصا بـ30 سنة، و45 متابعا بـ20 سنة، في ما أدين 40 شخصا بـ10 سنوات.
وحين تواصلت الخروقات في المحاكمة وصدور أحكام سجنية لا تحتاج إلى الكثير من التعليق، تواصلت “الأوضاع المهينة” داخل السجون، إلى درجة أنه لم يكن يسمح لأسر المعتقلين وذويهم من الاقتراب منهم ولا مدهم بالملابس أو الأكل أو السجائر خلال المحاكمة.
وعلى خلفية الأحكام الصادرة في حق المتهمين البالغ عددهم 139 شخصا، جرى نقلهم صوب السجن المركزي بالقنيطرة باستثاء ابراهام السرفاتي الذي بقي في العزلة بالبيضاء حتى يناير 1979 حيث ألحق برفاقه، وباستثناء كذلك سعيدة المنبهي وفاطمة عكاشة وربيعة لفتوح اللواتي بقين في الدارالبيضاء حتى بداية 1979، حيث نقلن إلى السجن المدني بالقنيطرة.
ليبدأ النظام مجددا في شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف أعضاء حركة “إلى الأمام” و”23 مارس” و” لنخدم الشعب”، وتم نقلهم بعد أنواع من “أساليب التعذيب” في المعتقل السري لدرب مولاي الشريف إلى السجن المدني بمكناس.
كل هذه الأحداث ستسفر في دخول المعتقلين في واحد من أشهر الإضرابات عن الطعام داخل السجون المغربية في تاريحخ هذه المملكة، تفاصيلها مثيرة تستوجب الوقوف عندها. وهو ما سيكون في الحلقة المقبلة.
يتبع..
الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي
الحلقة 2: “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي
الحلقة 3: “قطاطعية” الحكومة يرسلون الأموي إلى السجن
الحلقة 4: تطويق المحكمة وسقوط 30 جريحا وترحيل جزائريين في أول جلسات محاكمة الأموي
الحلقة 5: المحكمة ترفض استدعاء أعضاء الحكومة لمواجهة الأموي
الحلقة 6: إدانة الأموي بالسجن و”حجز” ملف محاكمته داخل مكتب
الحلقة 7: حجز ملف الاموي وحصار المحاميين والإعتداء على الصحافيين والحقوقيين
الحلقة 8: الحسن الثاني يخرج الأموي من السجن
الحلقة 9: قضية السرفاتي ومن معه الذين خططوا لقبل الحكم في المغرب
الحلقة 10: محاصرة “الإتحاد الوطني” بعد محاولات الإنقلاب
الحلقة 11: نكران التعذيب ودخول “معارضي الحسن الثاني” الإضراب عن الطعام داخل السجون
الحلقة 12: خروقات محاكمة 139 ماركسيا
هذه اللاعتقالات.. لمناضلي الى الإمام 23مارس.. ولنخدم الشعب.. هذا تاريخ المغاربة يجب ان يدرس في المدارس.. كي يعرف الجيل القادم كيف تعدب ابناء وطنه المخلصين من اجل تقدم بلدنا المغرب….