2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اعتقالات سياسية.. عفو ملكي وإضراب عن الطعام ينتج عن أول “شهيدة” من داخل السجون المغربية

“إعتقالات سياسية” سلسلة رمضانية يعدها الصحافي؛ محمد دنيا، تسلط الضوء على عدد من الإعتقالات والمتابعات والمحاكمات ذات الصبغة السياسية منذ استقلال المغرب، ستغوص بقراء ومتتبعي صحيفة “آشكاين” الإخبارية في التفاصيل الدقيقة لكل قصة من القصص التي أثارتا جدلا سياسيا، حقوقيا وقانونيا في المغرب.
تهدف السلسلة إلى تسليط الضوء على بعض القضايا التي طبعت تاريخ المغرب ووصفت بـ”الإعتقالات السياسية”، يعرف بعضها ويتداول إعلاميا؛ لكن تفاصيلها لا يعلمها إلا القليل من المواطنين الذين ستكون هذه فرصتهم للتعرف على تفاصيل الأحداث ومناقشتها واستنتاج العبر منها.
الحلقة 14:
بعد أحكام الحبس والغرامة النافذين الصادرين في حق ما يقارب 139 من قيادات وأعضاء الحركة الماركسية اللينينية (منظمة إلى الأمام، منظمة 23 مارس) المتابعين أمام غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، والتي تراوح ما بين المؤبد وعشر سنوات سجنا، انتقل النظام إلى مرحلة تصفية الحركات الثورية عبر شن حملة اعتقالات واسعة.
بعدها بأشهر، سيصدر الملك الحسن الثاني في شهر نونبر 1977 عفوه على ثمانية أشخاص من مجموعة ما تبقى من المجموعة 44، من بينهم أنيس بلافريج الذي كان والده أحمد بلافريج رئيس الحكومة التي قدم منها الإستقالة، ليرد بقية المعتقلين بإضراب عام عن الطعام للمطالبة بمجموعة من المطالب.
وطالب المضربون عن الطعام بفك العزلة عن جميع “المعتقلين السياسيين” ليتمكنوا من اللقاء فيما بينهم والعيش في حي واحد داخل السجن، والاعتراف الرسمي بصفتهم معتقلي الرأي ومعتقلين سياسيين، بالإضافة إلى مطالب أخرى متعلقة بالزيارات والتغذية والتطبيب والدراسة والكف عن “التعذيب والضرب والإهانات والممارسات التعسفية، والحق غير المشروط بالتوصل بالكتب والصحف واستعمال المذياع”.
بعد أسبوعين أو ثلاثة من الإضراب عن الطعام بدأت إدارة السجن المركزي بالقنيطرة، بتنقيل المضربين إلى مستشفى الإدريسي، خاصة بعدما فشلت في إطعامهم بالقوة. قبل أن تتوفى شابة لم تتجاوز بعد 25 ربيعاً من عمرها داخل مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء يوم 11 دجنبر 1977، على إثر تأثرها بمضاعفات الإضراب عن الطعام، وهي الشابة سعيدة المنبهي، التي توصف بأنها “أول شهيدة عربية” في تاريخ الإحتجاج السياسي.
يتبع..
الحلقة 1: نوبير الأموي، من قرى بني أحمد إلى أشهر معتقل نقابي
الحلقة 2: “البوليس السري” يحاصر منزل نوبير الأموي
الحلقة 3: “قطاطعية” الحكومة يرسلون الأموي إلى السجن
الحلقة 4: تطويق المحكمة وسقوط 30 جريحا وترحيل جزائريين في أول جلسات محاكمة الأموي
الحلقة 5: المحكمة ترفض استدعاء أعضاء الحكومة لمواجهة الأموي
الحلقة 6: إدانة الأموي بالسجن و”حجز” ملف محاكمته داخل مكتب
الحلقة 7: حجز ملف الاموي وحصار المحاميين والإعتداء على الصحافيين والحقوقيين
الحلقة 8: الحسن الثاني يخرج الأموي من السجن
الحلقة 9: قضية السرفاتي ومن معه الذين خططوا لقبل الحكم في المغرب
الحلقة 10: محاصرة “الإتحاد الوطني” بعد محاولات الإنقلاب
الحلقة 11: نكران التعذيب ودخول “معارضي الحسن الثاني” الإضراب عن الطعام داخل السجون
الحلقة 12: خروقات محاكمة 139 ماركسيا
الحلقة 13: أحكام تتراوح بين المؤبد و10 سنوات سجنا لعشرات المركسيين المغاربة