لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. إجهاض حلم الرسول بالمساواة وتكريس دنيوية المرأة داخل مدينة الإسلام (ح 15)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة 15: إجهاض حلم الرسول بالمساواة وتكريس دنيوية المرأة داخل مدينة الإسلام

ارتكز الإسلام في الواقع، سواء من حيث هو منظومة متماسكة من القيم التي تحكم مجموع ضروب سلوك شخص أو مجتمع، أو من حيث هو مشروع المساواة بين الجنسين الذي اقترحه محمد، على جزئية اعتبرها كثير من الصحابة، على رأسهم عمر، ثانوية، وهي ظهور إرادة المرأة بوصفها ركنا ينبغي للتنظيم الاجتماعي أن يأخذه في الحسبان.

وترى رائدة السوسيولوجية المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي أنه لسوء حظ إسلام المساواة أن النقاش والنزاع اللذين أثارهما وقعا في آخر حياة محمد (ص) يوم صار مسنا، ومنهكا من الناحية العسكرية، ولقي معارضة في المدينة التي أراد أن يحقق فيها كل طموحاته.

إذ اشتد الصراع بين حلم محمد بمجتمع يمكن للنساء فيه التنقل بحرية في المدينة، بحكم أن دور المراقبة الاجتماعية فيه ستضطلع به العقيدة الإسلامية، التي تخضع الشهوة لقواعد وضوابط، وبين العادات السلوكية للمنافقين الذين لم يكونوا يتصورون المرأة إلا موضوعا للعنف والاشتهاء. وسوف يؤول الانتصار في هذا الصراع في الأخير إلى هذه الرؤية الأخيرة بعد إقرار الحجاب.

وبهذا سوف تنقسم الساكنة النسائية في المدينة المنورة منذ ذلك الحين إلى فئتين بواسطة الحجاب النساء الحرائر التي حرم العنف ضدهن والنساء الإماء اللواتي يباح التعرض لهن باعتداءات جنسية، ووفقا لمنطق الحجاب يحل قانون العنف القبلي محل عقل المؤمن الذي أكده الإله الإسلامي سبيلا لا غنى عنه لتمييز الخير من الشر، وفق مؤلفة “الحريم السياسي – النبي والنساء”

وبهذا سوف يؤدي الحل الذي قدمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الحجاب وذلك الستار الذي يخفي النساء بدلا من تغيير الذهنيات، وحمل أولئك الذين في قلوبهم مرض على التصرف على نحو مختلف، سوف يؤدي هذا الحل إلى إخفاء بُعد الإسلام بوصفه حضارة، وتفكيرا في الفرد ودوره في المجتمع، ذلك التفكير الذي جعل من دار الإسلام، في بداياتها، تجربة رائدة فيما يخص الحرية الفردية والديمقراطية، لكن الحجاب نزل على المدينة، وبتر ذاكرة وثبة الحرية هذها..

يُتبع..

الحلقات السابقة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x