لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. تراجع الواقع الحقوقي والرمزي للمرأة في عهد الخليفة عمر (ح 18)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة 18: تراجع الواقع الحقوقي والرمزي للمرأة في عهد الخليفة عمر

كان عمر قبل اعتناق الإسلام، أحد أعيان قبيلة قريش، وكان يمثل أحد أعداء النبي ﷺ الأكثر عنفا، وقد كان هكذا لأنه كان برايه الذي “الرجل زرع الشقاق في صفوف قريش بانتقاده لطقوسهم وإهانته لآلهتهم”. وكان اعتناقه للاسلام موضع عجب كبير للنبي ﷺ، إذ رأى فيه كسب أحد رجال مكة الأقوياء من أجل قضيته.

وكان يحب الرسول في عمر بن الخطاب تصلبه فيما يخص العدالة ، ولقبه بالفاروق، لما يتمتع به من قدرة في التمييز بين الحق والباطل، وهو الأمر الذي لم يكن سهلاً بالنسبة لمعتنقي الاسلام الجدد.

وعندما أصبح أبو بكر خليفة بعد موت النبي ﷺ بدأ بالاهتمام بمن سيخلفه أيضا، وطلب راي من يحيط به حول عمر كمرشح، فشكا الكثيرون من غلظته ومزيج لا يمكن فهمه من الصلابة والعصبية وكثافة الظل.

وترى رائدة السوسيولوجيا المغربية فاطمة المرنيسي، أن بداية التراجع الحقوقي الفعلي للمرأة في الإسلام بدأ عندما أصبح عمر خليفة سنة 634 م، فإذا كان أعطى نموذجاً للخليفة المثالي الذي جعل الأطفال تُحب الاسلام في المقررات المدرسية بالمدرسة الابتدائية، إذ صُور حاكم يصغي للمحكومين، وشديد الدفاع عن الفضيلة ويزدري الاثراء إلى حد الاملاق، وكان عمر يعيش ببساطة، يرتدي ثياباً خشنة ويبدو صارماً بالنسبة لكل ما يتعلق بعبادة الله، فإنه يحمل كباقي البشر جميعا عيوبا ونواقص.

وتُضيف مؤلفة “الحريم السياسي – النبي والنساء” أنه إذا كان عمر بن الخطاب يتمتع بكثير من المزايا الرائعة، فإن المؤرخين المسلمين، الذي يسجلون كل شيء عندما يتعلق الأمر بشخصية تاريخية من وزن عمر بن الخطاب، بما في ذلك عيوبه، فقد وصفوا أيضاً طبعه العنيف مع النساء، كما سبق وذُكر أن امرأة رفضت أن تتزوجه في الوقت الذي كان فيه خليفة، مع لقب لأمير المؤمنين الذي كان أول من حمله، وذلك لأنه «كان فظاً شديداً على النساء”، ويقصد بهذه المرأة أم كلثوم شقيقة عائشة.

ومنذ تنصيبه خليفة، أصبح عمر بن الخطاب الناطق الرسمي للمقاومة الذكورية ضد مشروع المساواة النبوي وفق تعبير المرنيسي، فبالنسبة له يجب ان تقتصر التغييرات التي يجب ان يدخلها الاسلام، على الحياة العامة والحياة الروحية، أما الحياة الخاصة فيجب ان تبقى محكومة بعادات الجاهلية، العادات التي كان محمد وربه قد رفضاها وأداناها منذئذ بأنها غير متماسكة مع النظام الجديد للقيم الاسلامية، الذي يؤكد على المساواة للجميع بما في ذلك المساواة بين الجنسين..

يُتبع..

الحلقات السابقة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1000
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x