2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
كِتَاب أَثَار جَدَلا: ”كَان وأَخواتُها”.. حِينَ اِتَّفَق ”الرفَاق” وَالسُّلْطَة عَلَى الْغَضَب مِنَ الشاوِي (ح18)

” كتاب أثار جدلا” رحلة في عالم الأفكار الممنوعة، سلسة تنشر على شكل حلقات طيلة شهر رمضان في ”آشكاين”، تتناول مؤلفات خلقت ضجة كبيرة، في السياسة، في الدين، كما في قضايا اجتماعية.
هذه الكتب دفعت مؤلفيها أثمانًا باهظة، بلغت حد التكفير والتهديد بالقتل وتنفيذه أحيانا، وتارة أخرى تدخلت الرقابة وبقيت هذه المؤلفات ممنوعة من التداول لسنوات.
لكنها في المقابل أحدثت ثورة فكرية وخلخلت مفاهيم كانت بمثابة طابوهات لفترات طويلة.
سيكون قراء ومتابعو جريدة “آشكاين” على موعد مع هذه السلسلة طوال أيام شهر رمضان.
الحلقة 18: كان وأخواتها

تُعد رواية “كان وأخواتها” للكاتب المغربي عبد القادر الشاوي، التي صدرت عام 1986، من أبرز الروايات التي أثارت جدلاً واسعاً في المغرب، حيث تم منعها بعد أسبوع واحد فقط من صدورها. وتناولت الرواية قضايا سياسية واجتماعية حساسة، مما جعلها محط اهتمام النخب الثقافية والسياسية في البلاد.
تدور أحداث الرواية في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وهي فترة شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية في المغرب. وتتناول الرواية قصة مجموعة من الشباب اليساريين الذين يواجهون تحديات وصراعات في حياتهم الشخصية والسياسية.
تعتبر “كان وأخواتها” واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي وُلدت داخل أسوار المعتقل السياسي، حيث واجهت منع السجان وأثارت كذلك غضب رفاقه من السجناء اليشاريين الماركسيين.
كانت الرواية أول محاولة أدبية لنقد تجربة اليسار السياسي في المغرب. جاء هذا العمل بينما كان مؤلفها يقضي عقوبة بالسجن لمدة عشرين عامًا بتهمة الانتماء لتنظيم سري ومحاولة قلب نظام الحكم.
تتناول الرواية بشكل تفصيلي وقائع محاكمة الشاوي وقيادات تنظيم “إلى الأمام” ذي التوجهات الماركسية، التي رفضت الاعتراف بالمؤسسات الرسمية المغربية. عبر صفحاتها، وجّه الشاوي نقدًا صريحًا لتجربة اليسار بالمملكة، ما جعلها عملاً متميزًا من الناحيتين الأدبية والسياسية.
ورغم ظروف كتابتها داخل السجن، استطاعت الرواية أن تصل إلى العالم الخارجي بفضل جهود من سرّبها خارج الأسوار. لاحقًا، تم نشرها عبر إحدى دور النشر المغربية. ومع ذلك، لم تبدأ الرواية بجذب الأنظار إلا بعد صدور قرار منعها من السلطات، مما زاد فضول القراء ودفعهم للحصول على الكتاب لمعرفة أسباب هذا المنع، وهو ما اعتبره العديد من السياسيين والمعتقلين رفقاء الشاوي داخل السجن خدمة غير مباشرة للرواية.
لكن الرواية لم تؤدِ فقط إلى إثارة غضب السلطات؛ فقد أثارت كذلك انتقادات واسعة من قبل رفاق الشاوي في المعتقل. اتهموه بالتركيز على السلبيات وتجاهل الجوانب الإيجابية لتجربة اليسار السياسي، خصوصا حين وصف الشاوي إضراب السجناء عن الطعام سنة 1976 بـ”إضراب اليأس والفناء”.
في المقابل، دافع الشاوي بقوة عن الرواية، بالتأكيد أن تجربته داخل السجن جعلته شاهدًا على فترة زمنية حرجة تستحق التوثيق. وأوضح أن روايته تسجل تلك المرحلة بما لها وما عليها، مضيفًا أن النقد الموجه للعمل يطاله شخصيًا قبل أي شخص آخر.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها الرواية من منع وانتقادات، إلا أنها استطاعت بعد مرور أكثر من ربع قرن أن تجد طريقها للنور مجددًا بإزالة الحظر عنها مع تغير الظروف السياسية في المغرب. بذلك تحولت “كان وأخواتها” إلى شهادة أدبية وسياسية تعكس جزءًا مهمًا من تاريخ المغرب الحديث.
ظهر العنوان بين الاشواك والأوراق الحارقة، ثم اختفى، وبدأت البحوث عن آثاره، اتخذ اشكالا خرافية وأفكارا نتروجينية قد يغير خريطة المجتمع، وبعد سنوات، وجدته في المكتبة مغلفا بالورق البلاستيكي الشفاف، اشتريت واحدا. العقيدة بأنه مخطوط بلا تنقيط أو حركات، وعشوائية في ترتيب المفردات. لم استفد من شيء، وتابع مسيرته هذه المرة بين المهملات، دون أثر يذكر.