لماذا وإلى أين ؟

نساء الإسلام.. امتيازات ذكورية ومعاقبة الزانية بالجلد في عهد عمر بن الخطاب (ح19)

تتناول سلسة “نساء الإسلام” واقع المرأة في الإسلام، انطلاقا من تسليط الضوء على وقائع تاريخية في كيفية تعامل الرسول (ص) مع زوجاته أولا، ونظرته للنساء بصفة عامة إبان حياته، والمكانة السياسية والاجتماعية التي لعبتها النساء آنذاك، فقد أعطى الرسول محمد طيلة فترة بعثته النبوية، سواء أكان في مكة أو في المدينة، مكانا رئيسا للنساء.

كما تسلط هذه السلسلة الضوء على الواقع الذي أصبحت عليه النساء في الإسلام مباشرة بعد وفاة الرسول، وما ترافق ذلك من أحداث سياسية واجتماعية اقتصادية كبرى، أثرت بشكل كبير على مكانة المرأة..

هي إذن قصص ووقائع عديدة، ستحاول “آشكاين” الوقوف عندها في هذه السلسلة التي تُبث طيلة شهر رمضان، والتي اختير لها عنوان“نساء الإسلام”، وذلك من خلال الاعتماد بالأساس على مؤلفات السوسيولوجية الراحلة “فاطمة المرنيسي”، التي خصصت جزء كبيرا في مشروعها البحثي لهذا الموضوع.

الحلقة 19: امتيازات ذكورية ومعاقبة الزانية بالجلد في عهد عمر بن الخطاب

أعطى عمر بن الخطاب للرجال العديد من الامتيازات التي لم تكن كقاعدة راسخة في عهد الرسول (ص)، منها الحق في الزواج بنساء متعددات والانفصال عنهن بسهولة واستبدال أخرى بهن بسهولة كذلك، بشرط أن يكون ذلك في إطار الزواج الإسلامي، وفق ما أوردته رائدة السوسيولوجيا المغربية، الراحلة فاطمة المرنيسي

وكان على عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني على جماعة حديثة العهد بالإسلام، ما زالت تحت تأثير العهد الجاهلي، أن يتصرف بسرعة وصرامة، لكي تترسخ في الأذهان فكرة الأسرة “الأبيسية” المحورية في الإسلام.

ومن أجل وضع حد للبغاء والاختلاط الجنسي اللذين كانا متفشيين في الجزيرة العربية قبل الإسلام، سيحكم الإسلام في عهد عمر بن الخطاب على كل علاقة جنسية خارج الزواج بأنها زنى، مشجعا النساء والرجال على الزواج مع اعتبار العزوبة بمثابة باب للغوايات بكل أصنافها.

وفي المقابل حتى لا يشبه كل من اتهم بالزنى مجرم دون أدلة، وللحيلولة دون أن تؤدي العداوات والافتراءات إلى إدانة أبرياء، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من منزلقات خطيرة تخرج فيه الأمور عن السيطرة كليا، شدد عمر بن الخطاب على استحالة تطبيق الرجم في الزنى إلا إذا تواجد أربعة شهود، وأكدوا أنهم رأوا بأعينهم وفي وقت واحد فعل ارتكاب الزني.

ونظرا للصعوبة الكبرى في توفر هذه الشروط، لاستحالة تصور وجود ممارسة امرأة ورجل لعلاقة جنسية خارج الزواج أمام أربعة أشخاص دفعة، ترى مؤلفة الكتاب المثير للجدل “الحريم السياسي – النبي والنساء” أن عمر بن الخطاب جعل من عقوبة الزنى تحذيرا أكثر منها تهديدا حقيقيا.

والأكثر من ذلك فإذا لم يوجد سوى ثلاثة شهود عاينوا جرم الزني لا تقبل شهادتهم. وأكثر من ذلك، فإن كل شاهد سولت له نفسه الافتراء على أحد واتهامه بجريمة الزني سيعاقب عقاب القذف سيجلد عقابا له على شهادة الزور، كما حدث مع أبي بكرة أحد صحابيي الرسول (ص)، الذي جُلدة بعدما اتهم أحد الرجال السياسيين المشهورين بالزنا دون تحقق الشروط الثلاث..

يُتبع..

الحلقات السابقة:

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
العوني
المعلق(ة)
23 مارس 2025 23:57

أردت التعليق على هذا الهراء فوجدته لا يستحق الرد عليه..وتذكير بسيط حد الزنى مذكور في القرآن الكريم ولم يأت به عمر الفاروق رضي الله عنه

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x